للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وثقه غير واحد".

وقد حسّن الحافظ المنذريّ في الترغيب والترهيب (٤٥٦٣) إلّا أنه وهم فعزاه للحاكم، والصّواب أن الحاكم لم يخرّج حديث أبي مالك الأشعريّ، وإنّما أخرج حديث ابن عمر، كما سبق.

وإسناده حسن من أجل الكلام في شهر بن حوشب فإنه حسن الحديث إذا لم يرو ما ينكر عليه.

وفي معنى: المتحابين في اللَّه أحاديث كثيرة ستأتي في مواضعها.

• عن أبي إدريس عائذ اللَّه قال: مرّ رجلٌ فقمتُ إليه، فقلتُ: إنّ هذا حدّثني بحديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فهل سمعته؟ يعني معاذًا، قال: ما كان يحدّثُك إلّا حقًّا، فأخبرته. قال: قد سمعتُ هذا من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يعني المتحابين في اللَّه يظلّهم اللَّه في ظلّ عرشه، يوم لا ظل إلا ظله، وما هو أفضل منه. قلت: أيْ رحمك اللَّه! وما هو أفضل منه؟ قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يأثر عن اللَّه عزّ وجلّ قال: "حقّت محبّتي للمتحابين فىَّ، وحقّتْ محبّتي للمتواصلين فيَّ، وحقّت محبّتي للمتزاورين فيّ، وحقّت محبّتي للمتباذلين فيَّ". ولا أدري بأيتها بدأ. قلت: من أنتَ رحمك اللَّه؟ قال: أنا عُبادة بن الصّامت".

صحيح: رواه الحاكم (٤/ ١٦٩) من طريق الأوزاعيّ، عن ابن حلبس، عن أبي إدريس، فذكره.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".

ورواه الإمام أحمد (٢٢٠٠٢) ومن طريقه الحاكم (٤/ ١٦٩ - ١٧٠) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن أبي إدريس، والسياق نفسه بزيادة بعض الألفاظ.

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد رواه عطاء الخراسانيّ عن أبي إدريس الخولانيّ".

• عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليبعثنَّ اللَّهُ أقوامًا يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللّؤلؤ، يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء". قال: جثا أعرابيّ على ركبتيه فقال: يا رسول اللَّه حِلَّهم لنا نعرفهم. قال: "هم المتحابون في اللَّه من قبائل شتى، وبلاد شتى، يجتمعون على ذكر اللَّه يذكرونه".

حسن: رواه الطبرانيّ وإسناده حسن كما قال المنذريّ في "الترغيب والترهيب" (٢٣٤٨، ٤٥٧١) ولم أقف على إسناده لأنّ مسند أبي الدّرداء لم يطبع بعد.

ويشهد له حديث عمرو بن عَبسَة قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "عن يمين الرّحمن -وكلتا يديه يمين- رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم وقربهم من اللَّه عزّ وجلّ". قيل:

<<  <  ج: ص:  >  >>