يا رسول اللَّه من هم؟ قال: "هم جُمّاع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر اللَّه، فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكلُ التمر أطايبه".
رواه الطبرانيّ، وإسناده مقارب لا بأس به، كذا قال المنذريّ في "الترغيب والترهيب" (٢٣٤٧)، ولم أتمكن من الوقوف على إسناده؛ لأنّ مسند عمرو بن عبسة لم يطبع بعد، وقول المنذريّ بأن إسناده مقارب يشير إلى علّة خفية، وإلّا لحسّنه، فإنه يحسّن الأحاديث المعلولة فكيف إذا خليت من العلة؟ ولذا ذكرته في الباب ولم أذكره في صلب الموضوع.
• وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ طرف صاحب الصّور مُذْ وُكِّل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأنّ عينيه كوكبان درّيان".
حسن: رواه الحاكم (٤/ ٥٥٨ - ٥٥٩) من طريق محمد بن هشام بن ملاس النّمريّ، عن مروان ابن معاوية الفزاريّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن الأصمّ، ثنا يزيد بن الأصمّ، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه أبو الشيخ في "العظمة" (٣٩١) من وجه آخر عن مروان بن معاوية، بإسناده نحوه.
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
وقال الذهبي: "صحيح على شرط مسلم". وأخرجه في "العلو" (٨١) عن الحاكم وأقرّ تصحيحه.
قلت: الصواب أنه حسن فقط؛ فإنّ محمد بن هشام بن ملاس النمريّ الدّمشقيّ، ليس من رجال مسلم، بل ليس من رجال التهذيب غير أنه "صدوق" كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٨/ ١١٦).
ولذا حسّنه الحافظ في "الفتح" (١١/ ٣٦٨).
وسيأتي مزيد من التخريج مع شاهده عن أنس في جموع الإيمان باليوم الآخر.
• عن جابر قال: لما رجعتْ إلى رسول اللَّه مهاجرة البحر، قال: "ألا تحدّثوني بأعاجيبَ ما رأيتم بأرض الحبشة؟ ". قال فتية منهم: بلى يا رسول اللَّه، بينا نحن جلوسٌ مرّتْ بنا عجوزٌ من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلَّةً من ماء، فمرّتْ بفتى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها فخرّت على ركبتيها فانكسرت قلّتُها. فلما ارتفعت التفتتْ إليه، فقالت: سوف تعلم يا غُدَر! إذا وضع اللَّه الكرسيَّ وجمع الأوّلين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا. قال: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صدقتْ صدقتْ، كيف يقدس اللَّه أمّةً لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم".
حسن: رواه ابن ماجه (٤٠١٠)، وابن حبان (٥٠٥٨)، وابن أبي الدنيا في الأهوال (٢٤٢)