حدثنا بذلك علي بن عيسى بن يزيد البغدادي، حدثنا رَوْح بن عبادة، عن ابن جريج، فذكر الحديث".
قلت: وكذلك رواه عبد الرزاق (٧٧٩١) عن ابن جريج، قال: قلت لابن شهاب، فذكره.
ورواية مالك في الموطأ في الصوم (٥٠) عن ابن شهاب الزهري: "أنّ عائشة، وحفصة أصبحتا صائمتين" فذكر الحديث مثله.
قال ابن عبد البر: لا يصح عن مالك إلا مرسلًا.
ورواية معمر رواه عبد الرزاق (٧٧٩٠) عنه، عن الزهري، قال: "أصبحت عائشة وحفصة .... ".
وللحديث إسناد آخر، رواه النسائي في الكبري (٣٢٨٧) عن علي بن عثمان، قال: حدثنا المعافي ابن سليمان، قال: حدثنا خطّاب بن القاسم، عن خُصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم دخل على حفصة وعائشة وهما صائمتان، ثم خرج فرجع وهما تأكلان. فقال: "ألم تكونا صائمتين؟ " قالتا: بلى، ولكن أُهدي لنا هذا الطعام فأعجبنا، فأكلنا منه. قال: "صوما يومًا مكانه".
قال النسائي: "هذا حديث منكر، وخُصيف ضعيف في الحديث وخطّاب لا علم لي به. والصواب حديث معمر ومالك وعبيدالله".
وللحديث إسناد آخر وهو ما رواه النسائي (٣٢٨٢)، وابن حبان (٣٥١٧) كلاهما من حديث ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، فذكرت الحديث.
ظاهرة الصحة، ولكن قال النسائي: "هذا خطأ". يعني الصواب أنه مرسل.
وقال البيهقي: "ورُوي من أوجه أخر عن عائشة لا يصح شيء من ذلك، قد بينت ضعفها في الخلافيات".
قلت: ومن هذه الوجوه ما رواه البيهقيّ أيضًا في "السنن الكبرى" عن عبيدالله بن عمر، ومالك ابن أنس، ويونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: بلغني "أنّ عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين منطوعتين، فأُهدي لهما طعام، فأفطرنا عليه، فدخل عليهما النبيّ - صلى الله عليه وسلم -" فذكر الحديث وقال: "هذا الحديث رواه ثقات الحفاظ من أصحاب الزهري عنه منقطعًا: مالك بن أنس، ويونس بن يزيد، ومعمر بن راشد، وابن جريج، ويحيى بن سعيد، وعبيدالله بن عمر، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وبكر بن وائل وغيرهم".
وأورد النووي في "شرح المهذب" (٦/ ٣٩٦ - ٣٩٨) نصوصًا طويلة عن البيهقي وأقرّه.
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن عائشة قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: إنّ عندنا حيسًا قد خبّأناه لك قال: "قرِّبوه" فأكل وقال: "إني قد كنتُ أردت الصوم، ولكن أصوم يومًا مكانه".
رواه النسائي في "الكبري" (٣٢٨٦) عن محمد بن منصور، حدثنا سفيان، عن طلحة بن