ورواه الدارقطني من حديث محمد بن أبي حميد، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، قال: "صنع أبو سعيد طعامًا فدعا النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه" فذكر الحديث.
قال الحافظ في "التلخيص" (٣/ ١٩٨): "وهو مرسل؛ لأنّ إبراهيم تابعي. ومع إرساله فهو ضعيف لأنّ محمد بن أبي حميد متروك".
وله طريق آخر وهو ما رواه ابن عدي، والبيهقي (٤/ ٢٧٩) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن ابن المنكدر، عن أبي سعيد.
قال الحافظ: "وفيه لين، وابن المنكدر لا يعرف له سماع من أبي سعيد".
وأبو أويس ضعيف أيضًا، وولده إسماعيل أشدّ منه ضعفًا، فقد كذّبه ابن معين.
وأما كونه من رجال البخاريّ فالظاهر من صنيع البخاريّ أنه انتقي من حديثه بالقرائن المختلفة، وهذا لا يمنع من تضعيف حديثه ما لم يخرجه البخاريّ.
وأما قول الحافظ في "الفتح" (٤/ ٢١٠) بعد أن عزاه للبيهقي: "إسناده حسن" فليس بحسن لما عرفت.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عائشة قالت: أُهدي لي ولحفصة طعام وكنا صائمتين، فأفطرنا، ثم دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا له: يا رسول الله، إنا أُهديت لنا هدية، فاشتهيناها فأفطرنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عليكما، صوما مكانه يومًا آخر".
رواه أبو داود (٢٤٥٧)، والنسائي في الكبرى (٣٢٧٧) -ط. مؤسسة الرسالة-، والبيهقي (٤/ ٢٨١) كلهم من طريق اين الهاد، عن زميل مولي عروة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته.
ذكر البيهقي عن ابن عدي أنه ذكر عن البخاري: "لا يُعرف لزُميل سماع من عروة، ولا لابن الهاد من زُميل ولا تقوم به الحجة".
وقال الخطابي في "معالمه": "إسناده ضعيف، وزميل مجهول، ولو ثبت الحديث أشبه أن يكون إنما أمرهما بذلك استحبابًا".
ورواه الترمذي (٧٣٥)، والإمام أحمد (٢٦١٦٨)، والبيهقي (٤/ ٢٨٠) كلّهم من حديث كثير ابن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرت نحوه.
قال الترمذي: وروى صالح بن أبي الأخضر، ومحمد بن أبي حفصة هذا الحديث عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، مثل هذا.
ورواه مالك بن أنس، ومعمر، وعبيدالله بن عمر، وزياد بن سعد، وغير واحد من الحفاظ، عن الزهري، عن عائشة، مرسلًا. ولم يذكروا فيه: "عن عروة" وهذا أصح.
وقال: "لأنه روي عن ابن جريج قال: سألت الزهري. قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئًا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس، عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث.