وكذلك لم يذكره شعبة، عن قتادة.
ومن طريقه رواه الطحاوي في "مشكله" (٢٢٧٢)، وأحمد (٢٠٣٢٩).
ولكن يشكل هذا ما أخرجه البيهقي (٤/ ٢٢١) من طريق يزيد بن زريع، عن شعبة، وذكر فيه القضاء وقال: رواه أبو داود في "السنن" عن محمد بن المنهال، وكذلك رواه أبو قلابة عن محمد ابن المنهال، عن يزيد، عن شعبة.
وقال: "ووقع ذلك في بعض النسخ: سعيد. وقد رواه أيضًا سعيد فخالف شعبة في الإسناد والمتن" انتهى.
قلت: وهو كما قال، فلعل نسخ أبي داود اختلفت، فإنّ جمهور أصحاب سعيد بن أبي عروبة لم يذكروا القضاء إن صحَّ هذا فيكون الخلاف على شعبة.
ومهما كان الأمر فالإسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن بن مسلمة فإنه مجهول. وقد اختلف في اسم أبيه، فقيل كما قال أبو داود، وقيل: هو ابن المنهال بن مسلمة، وقيل: ابن سلمة، وقيل غير ذلك. يكنى أبا المنهال. تفرّد بالرواية عنه قتادة كما قال الذهبي في "الميزان"، وقال البيهقي في "المعرفة" (٦/ ٣٦١): "مجهول، مختلف في اسم أبيه، ولا يدري من عمّه".
وقال ابن القطان: هو مجهول الحال.
وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" ولذا قال فيه الحافظ: "مقبول" أي عند المتابعة. ولم يتابع
على قوله: "فاقضوا" فهي زيادة منكرة، وأما بقية الحديث فله شواهد صحيحة.
• عن الرّبيع بنت مُعوِّذ بن عفراء، قالت: أرسلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "من أصبح مفطرًا فليتمّ بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصمْ".
قالت: فكنّا نصومُه بعد، ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللّعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطّعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار. قال العهن: الصُّوف.
متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (١٩٦٠)، ومسلم في الصيام (١١٣٦) كلاهما من طريق بشر بن المفضّل بن لاحق، حدّثنا خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوّذ، به. واللفظ للبخاريّ.
• عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر عاشوراء فعظّم منه، ثم قال لمن حوله: "من كان لم يطعم منكم فليصم يومه هذا، ومن كان قد طعم منكم فليصم بقية يومه".
صحيح: رواه الطبراني في "الأوسط" (٣٢٥٥)، والطحاوي في "مشكله" (٢٢٧٤) كلاهما من حديث عبد الله بن يوسف، قال: حدّثنا يحيى بن حمزة، عن يزيد بن أبي مريم، أنّ قزعة حدّثه عن أبي سعيد، فذكره.