وقمْ ونم، فإنّ لعينك عليك حظًا، وإنّ لنفسك وأهلك عليك حظًا". قال: إني لأقوى لذلك. قال: "فصم صيام داود عليه السلام". قال: وكيف؟ قال: "كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا ولا يفر إذا لاقي". قال: من لي بهذه يا نبي الله؟ .
قال عطاء: لا أدري، كيف ذكر صيام الأبد. قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا أفضل من ذلك".
متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (١٩٧٧)، ومسلم في الصيام (١١٥٩: ١٨٦) كلاهما من حديث ابن جريج، سمعت عطاء أنّ أبا العباس الشاعر، أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول (فذكره).
وفي الحديث كما قال الخطابي: إنّ الله تعالى لم يتعبّد عبده بالصوم خاصة، بل تعبده بأنواع من العبادات، فلو استفرغ جهده لقصر في غيره، فالأولى الاقتصاد فيه ليتبقي بعض القوة لغيره، وقد أشير إلى ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام في داود عليه السلام: "وكان لا يفرّ إذا لاقي" لأنه كان يتقوّى بالفطر لأجل الجهاده. ذكره الحافظ في "الفتح".
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عبد الله، ألم أُخبر أنّك تصوم النّهار وتقوم اللّيل؟ ". فقلت: بلى يا رسول الله! قال: "فلا تفعل، صُمْ وأفطرْ، وقُمْ وَنَمْ؛ فإنَّ لجسدك عليك حقًّا، وإنَّ لعينك عليك حقًّا، وإنَّ لزوجك عليك حقًّا، وإنَّ لزورك عليكَ حقًّا، وإنَّ بحسبك أن تصومَ كلَّ شهر ثلاثة أيام، فإنّ لك بكلِّ حسنة عشر أمثالها -فإذن ذلك صيامُ الدَّهر كلِّه"، فشدّدتُ فشُدِّد عليَّ- قلت: يا رسول الله، إني أجدُ قوّة. قال: "فصُمْ صيامَ نبيِّ الله داود عليه السّلام ولا تزدْ عليه". قلتُ: وما كان صيامُ نبيِّ الله داود عليه السلام؟ قال: "نصفَ الدَّهر".
فكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلتُ رُخصة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (١٩٧٥)، ومسلم في الصيام (١١٥٩: ١٨٢) كلاهما من حديث يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره. واللفظ للبخاريّ.
ولفظ مسلم قريب منه، وزاد: "واقرأ القرآن في كلّ شهر". قال: قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كلِّ عشرين". قال: قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كلِّ عشر". قال: قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كلّ سبع ولا تزد على ذلك، فإنّ لزوجك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، ولجسدك عليك حقًّا".