وقوله: "لزورك" الزَّور جمع زائر كركب جمع راكب: أي لضيفك؛ لأنّ من حق الضيف أن تأكل معه، فإذا كنت صائمًا فكيف تأكل معه.
والمعنى العام يشمل الضيف والزّائر، ولكن المقصود هنا منه الضيف الذي ينزل عندك.
• عن أبي قتادة الأنصاريّ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شئل عن صومه؟ قال: فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال عمر رضي الله عنه: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، وبِبَيْيَعتِنا بَيْعة.
قال: فُسُئِل عن صوم يومين وإفطار يوم؟ قال: "ومنُ يطيق ذلك؟ ". قال: وسُئل عن صومْ يوم وإفطار يومين؟ قال: "ليتَ أنَّ الله قوَّانا لذلك". قال: وسُئل عن صوم يوم وإفطار يوم؟ قال: "ذاك صومُ أخي داود عليه السلام". قال: وسئل عن صوم الاثنين؟ قال: "ذاك يومٌ وُلدتُ فيه". ويومٌ بُعثُ (أو أُنزِل عليَّ فيه) قال: فقال: "صَوْم ثلاثة من كلِّ شهر، ورمضان إلى رمضان، صومُ الدَّهر". قال: وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: "يكفِّر السنة الماضية والباقية". قال: وسُئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: "يُكفِّر السّنة الماضية".
صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٦٢) من طريق غيلان بن جرير، سمع عبد الله بن معبد الزِّمَّاني، عن أبي قتادة، به، فذكره.
• عن عبد الله بن الشّخير، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في صوم الدَّهر: "لا صام ولا أفطر".
صحيح: رواه أبو داود الطيالسي (١١٤٧) وعنه النسائي (٢٣٨١)، وابن ماجه (١٧٠٥)، وابن خزيمة (٢١٥٠) كلّهم عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (١٦٣٠٤، ١٦٣١٥)، وابن حبان (٣٥٨٣) كلاهما من وجهين آخرين عن شعبة، به، نحوه.
وللحديث طرق أخرى عن قتادة وكلّها صحيحة. ومنها ما رواه الأوزاعي عنه.
رواه الدارمي (١٧٨٥) عن محمد بن يوسف، عنه.
ولمطرف شيخ آخر وهو عمران بن حصين كما يأتي.
• عن عمران بن حُصين، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل له: إنّ فلانًا لا يُفطر نهارًا الدّهر إلّا ليلًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صام ولا أفطر".
صحيح: رواه النسائي (٢٣٧٩)، والإمام أحمد (١٩٨٢٥)، وصحّحه ابن خزيمة (٢١٢٥)، والحاكم (١/ ٤٣٥) كلّهم من طرق عن إسماعيل ابن علية، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن