فقد رواه النسائيّ من طريق عليّ بن المبارك، واختلف عليه:
فروي عثمان بن عمر، عن عليّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن، عن رجل، عن جابر، فلم يذكر هذه الزيادة.
ورواه وكيع، عن عليّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر، فذكر الزيادة. وهذه الروايات كلها في النسائيّ.
فالذي يظهر أن يحيى كان بروي مرة بالزيادة، وأخرى بدونها، وزيادته مقولة لثقة رواته عنه، وقد صحح هذه الزيادة ابن القطّان وغيره.
إِلَّا أن هذه الزيادة لا يقال: أخرجها مسلم، لأنه أوردها معلّقة بدون إسناد متصل، فهي ليست على شرطه.
• عن جابر بن عبد الله، أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - سافر في رمضان، فاشتدّ الصوم على رجل من أصحابه، فجعلت ناقتُه تهيم به تحت ظلال الشجر. فأُخبر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأمره فأفطر، ثمّ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء فوضعه على يده، فلمّا رآه الناس شرب شربوا.
حسن: رواه أبو يعلى (١٧٨٠) وعنه ابن حبَّان (٣٥٦٥) عن عبد الأعلى بن حمّاد، حَدَّثَنَا حمّاد ابن سلمة، عن أبي الزُّبير، عن جابر، فذكره.
ورواه الحاكم (١/ ٤٣٣) من وجه آخر عن حمّاد بن سلمة، وقال: "صحيح على شرط مسلم".
وإسناده حسن من أجل أبي الزُّبير.
• عن كعب بن عاصم الأشعري المخزوميّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من البرّ الصِّيام في السّفر".
صحيح: رواه النسائيّ (٢٢٥٥)، وابن ماجه (١٦٦٤)، والإمام أحمد (٢٣٦٧٩، ٢٣٦٨٠، ٢٣٦٨١)، وابن خزيمة (٢٠١٦)، والحاكم (١/ ٤٣٣)، وعبد الرزّاق (٤٤٦٧)، والطحاوي (٣١٣٧) كلّهم من حديث الزّهريّ، عن صفوان بن عبد الله، عن أمّ الدّرداء، عن كعب بن عاصم، فذكره.
وفي بعض المصادر: "ليس من ام بر ام صيام في سفر".
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (٢/ ٢٠٥): "هذه لغة لبعض أهل اليمن يجعلون لام التعريف ميمًا، ويحتمل أن يكون النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خاطب بها هذا الأشعريّ كذلك؛ لأنها لغته، ويحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما ألف من لغته، فحملها عنه الراوي وأدّاها باللفظ الذي سمعها منه، وهذا الثاني أوجه عندي".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
• عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من البرّ الصيام في السفر".