وأورده الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٢٢٨) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط مرفوعًا وهو موقوف باختصار عن المرفوع، وفي إسناد الجميع محمد بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ".
وفي الباب أيضًا عن عمرو بن خارجة الثمالي، قال: سألت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الهدي يعطب؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انحر واصبغ نعله في دمه، واضرب به على صفحته -أو قال: جنبه- ولا تأكلنَّ منه شيئًا أنت ولا أهل رفقتك".
رواه الإمام أحمد (١٧٦٦٧، ١٧٦٦٨)، والطبراني في الكبير (١٧ / (٨٨) كلاهما من طريق شريك، عن ليث، عن شهر، عن عمرو بن خارجة، فذكره واللفظ لأحمد، ولفظ الطبراني، نحوه.
وفيه شريك وهو ابن عبد الله النّخعيّ ضُعِّف من قبل سوء حفظه، إلا أنه توبع، فقد رواه الإمام أحمد (١٦٦٠٩) من طريق أبي معاوية (يعني شيبان) عن ليث، عن شهر، حدثني الأنصاريّ صاحب بدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأبهم ذكر الصّحابي وهو عمرو بن خارجة.
وليث هو ابن أبي سُليم وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٢٢٨) فقال: "رواه أحمد، والطَّبرانيّ في "الكبير" بنحوه، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة ولكنّه مدلّس".
قلت: ليث بن أبي سليم ليس بثقة ولا مدلس، بل هو متكلم فيه، فقال الإمام أحمد: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: لين الحديث، لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث. وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره، فكان يقلب الأسانيد.
ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم.
والخلاصة أنه ضُعِّف من قبل حفظه، ولم أجد من وصفه بالتدليس.
وشيخه شهر وهو ابن حوشب فيه كلام معروف.
غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يأت بما ينكر عليه.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن سلمة بن المحبّق -وكان قد صحب النبيّ - صلى الله عليه وسلم --، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه بعث بدنتين مع رجل، وقال: "إن عُرض لهما فانحرهما، واغمس النّعل في دمائهما، ثم اضرب به صفحتيهما حتى يُعلم أنهما بدنتان". وقال: "صفحتي كل واحدة". قال: "ولا تأكل منها أنت ولا أحد من رفقتك، ودعها لمن بعدكم".
رواه الإمام أحمد (٢٠٠٧٠)، والطبراني في الكبير (٦٣٤٥) كلاهما من طريق ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي المخارق، عن معاذ بن سعوة الرّاسبيّ، عن سنان بن سلمة الهذليّ، عن أبيه سلمة، فذكره. واللفظ لأحمد، ولفظ الطبراني مختصر.
ومعاذ بن سعوة وهو الرقاشي ذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٤٨١) ولم يذكر من روى عنه غير عبد الكريم بن أبي المخارق فيكون مجهولًا عند أهل العلم بالحديث.
وعبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف عند جمهور علماء الجرح والتعديل. وبه أعلّه الهيثميّ في