للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حسن: رواه الترمذيّ (٢٤٢٨) عن عبد اللَّه بن محمد الزهريّ البصريّ، حدّثنا مالك بن سُعَير أبو محمد الكوفي التميميّ، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد، فذكراه.

قال الترمذيّ: "هذا حديث صحيح غريب".

وصحّحه أيضًا ابن خزيمة، فأخرجه في كتاب التوحيد (٣٠٨) من هذا الطريق.

قلت: إسناده حسن من أجل الكلام في مالك بن شعير فإنه ضعّفه أبو داود ومشّاه الآخرون وهو حسن الحديث. وقال ابن حجر: "لا بأس به".

قال الترمذيّ: "ومعنى قوله: "اليوم أنساك كما نسيتني" أي اليوم أتركك في العذاب، وكذا فسّر بعضُ أهل العلم هذه الآية {فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ} [سورة الأعراف: ٥١] قالوا: معناه اليوم نترككم في العذاب".

• عن عبد اللَّه بن أُنيس، قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "يحشرُ الناس يوم القيامة -أو قال: العباد- عراةٌ غرْلًا بُهْمًا"، قال: قلنا: وما بُهْمًا؟ قال: "ليس معهم شيءٌ، ثم يناديهم بصوت يسمعه مَنْ بَعُدَ كما يسمعه مَنْ قَرُبَ: أنا الملك، أنا الدّيّان، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل النار أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حقٌّ حتى أُقصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أنّ يدخل الجنّة ولأحد من أهل النار عنده حقٌّ حتى أُقصَّه منه حتّى اللّطمة". قال: قلنا: كيف وإنّا إنما نأتي اللَّه عزّ وجلّ عراة غرلا بهما؟ قال: "بالحسنات والسّيئات".

حسن: رواه أحمد (١٦٠٤٢) -واللّفظ له-، والحارث بن أبي أسامة (٤٥) زوائده، والبخاريّ في الأدب المفرد (٩٧٠)، وفي خلق أفعال العباد (ص ٩٢)، وابن أبي عاصم في السنة (٥١٤)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٣٧) كلهم من طرق عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد المكيّ، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: بلغني حديثٌ عن رجل سمعه من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فاشتريتُ بعيرًا، ثم شددتُ عليه رحلي، فسرتُ إليه شهرًا حتى قدمتُ عليه الشّام فإذا عبد اللَّه بن أنيس، فقال للبوّاب: قل له جابر علي الباب، فقال: ابن عبد اللَّه؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديث بلغني عنك أنّك سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في القصاص، فخشيتُ أن تموتَ أو أموتَ قبل أن أسمعه. قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول (فذكر الحديث).

وإسناده حسن من أجل القاسم بن عبد الواحد المكيّ، وشيخه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، فإنهما لم يبلغا درجة "الثقات" وحسّنه أيضًا المنذريّ في "الترغيب والترهيب" (٤/ ٢٠٢)، وإن كان الهيثمي رحمه اللَّه ضعّفه في "المجمع" (١/ ١٣٣) من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، ولكن الصواب أنه حسن الحديث إلّا إذا خالف فلا يقبل كما قال الذهبيّ في ترجمته في "الميزان" وقد وافق على تصحيح الحاكم له في المستدرك، وعلقه البخاريّ بصيغة الجزم (١/ ١٧٣) وقال: رحلي

<<  <  ج: ص:  >  >>