اللَّه عزّ وجلّ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ} قال: الصَّمد الذي لم يلد ولم يُولد، ولم يكن له كفوًا أحد؛ لأنه ليس شيءٌ يولد إِلَّا سيموت، وليس شيء يموت إِلَّا سيورث، وإنَّ اللَّه لا يموت ولا يورث {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} قال: لم يكن له شبيه ولا عدل، وليس كمثله شيء".
حسن: رواه الحاكم (٢/ ٥٤٠) من طرق عن الحسين بن الفضل، ثنا محمد بن سابق، ثنا أبو جعفر الرَّازيّ، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، فذكره.
ومن هذا الطَّريق رواه أيضًا البيهقيّ في الأسماء والصفات (٥٠).
وإسناده حسن من أجل الكلام في أبي جعفر الرازيّ فقد تكلَّم فيه النسائيّ، وقال الإمام أحمد: ليس بقويّ، ووثقه ابن معين وأبو حاتم وابن سعد، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة.
والخلاصة فيه ما قاله ابن عدي.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
ومن طريقه رواه الترمذيّ (٣٣٦٤)، والإمام أحمد (٢١٢١٩)، وابن أبي عاصم في السنة (٦٦٢)، وابن خزيمة في التوحيد (٤٨)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٨٨)، (٦٠٧)، ولكن في طريقهم جميعًا أبو سعد الصنعانيّ -واسمه محمد بن ميسَّر كما قال الترمذيّ- الراوي عن أبي جعفر الرَّازيّ.
وأهل العلم مطبقون على تضعيف أبي سعد الصنعانيّ، ولين فيه القول أبو داود فقال: "صدوق". ولكنه توبع في إسناد الحاكم.
وأظهر الترمذيّ علّة أخرى وهي الإرسال فرواه من وجه آخر عن عبيد اللَّه بن موسى، عن أبي جعفر، عن الرَّبيع، عن أبي العالية أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذكر آلهتهم فقالوا: انْسُب لنا ربَّك. قال: فأتاه جبريل بهذه السورة فذكره نحوه، ولم يذكر فيه: عن أبي بن كعب.
قال الترمذيّ: "وهذا أصح من حديث أبي سعد، وأبو سعد اسمه محمد بن مُيسَّر" انتهى.
قلت: تصحيح الترمذيّ للمرسل لا يمنع من تحسين المسند، وخاصة وأن له شواهد وإن كانت لا تخلو من مقال، كما سيأتي.
قوله: "الأحد" هو الذي لا شبيه له ولا نظير، كما أنّ الواحد هو الذي لا شريك له ولا عديل، ولهذا سمَّى اللَّه نفسه بهذا الاسم.
وفي الباب ما رُوي عن جابر بن عبد اللَّه: أنّ أعرابيًّا أتي النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: انسب اللَّه، فأنزل اللَّه {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. . . إلى آخرها.
رواه أبو يعلى (٢٠٤٤)، والطبراني في الأوسط (٥٦٧٨)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٣٥)،