للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والبيهقي في الأسماء والصفات (٦٠٨) كلهم من طرق عن مجالد بن سعيد، عن الشعبيّ، عن جابر ابن عبد اللَّه، فذكر مثله.

وفيه مجالد بن سعيد الهمدانيّ ضعيف، وكان البخاريّ حسن الرَّأي فيه فقال: "صدوق". وحسَّنه السيوطيّ في "الدر المنثور" فلعلَّه لقول البخاريّ في مجالد بن سعيد أو لشواهده.

وفي الباب ما روي أيضًا عن أبي وائل مرسلًا، رواه أبو الشيخ في العظمة (٨٩)، وقد روي متصلًا بذكر ابن مسعود، والمرسل أصح.

وفي الباب عن ابن عباس: أنّ اليهود جاءت إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- منهم كعب بن الأشرف، وحُييّ بن أخطب، فقالوا: يا محمد: صفْ لنا ربَّك الذي بعثك. فأنزل اللَّه عزّ وجلّ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ} فيخرج منه، {وَلَمْ يُولَدْ} فيخرج من شيء، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ولا شبه. فقال: هذه صفة ربّي عزّ وجلّ وتقدَّس علوًّا كبيرًا.

رواه البيهقيّ في الأسماء والصفات (٦٠٦) عن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، نا مخلد بن أبي عاصم، نا محمد بن موسى -يعني الحرشي- نا عبد اللَّه بن عيسى، نا داود -يعني ابن أبي هند- عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده ضعيف.

عبد اللَّه بن عيسى - وهو ابن خالد الخزاز، وقد ينسب إلى جده "ضعف". والراوي عنه محمد ابن موسى -يعني الحرشي- "لين" كما في التقريب.

وفي لفظه نكارة أيضًا فإن اليهود لم يكونوا في مكة.

ومع هذا كلّه حسّنه الحافظ في "الفتح" (١٣/ ٣٥٦).

وفي الباب أيضًا، عن أنس قال: أنت يهود خيبر إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: يا أبا القاسم، خلق اللَّه عزّ وجلّ الملائكة من نور الحجاب، وآدم من حمأ مسنون، وإبليس من لهب النار، والسماء من دخان، والأرض من زبد الماء، فأخبرنا عن ربّك عزّ وجلّ؟ فلم يجبهم النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ليس له عروق فتشتعب إليه، {اللَّهُ الصَّمَدُ} ليس بالأجوف لا يأكل ولا يشرب، {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} ليس له ولد ولا والد ينسب إليه، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ليس من خلقه شيء يعدل به، يمسك السموات والأرض أن زالتا. هذه السورة ليس فيها ذكر جنة ولا نار، انتسب اللَّه عزّ وجلّ إليها؛ فهي له خالصة.

رواه أبو الشيخ في العظمة (٨٦) عن أبي سعيد الثقفيّ، عن سلمة بن شبيب، حدثنا يحيى بن عبد اللَّه الحرانيّ، عن ضرار، عن أبان، عن أنس، فذكره.

وفيه يحيى بن عبد اللَّه الحراني البابلتيّ، قال فيه ابن حبان في المجروحين (٢/ ٤٧٩): "كان كثير الخطأ لا يدفع عن السماع، ولكنه يأتي عن الثقات بأشياء معضلات ممن كان يهم فيها، حتى ذهب حلاوته عن القلوب لما شاب أحاديثه المناكير، فهو عندي فيما انفرد ساقط الاحتجاج، وفيما لم

<<  <  ج: ص:  >  >>