• عن أبي رافع مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: استسلف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بكرا فجاءته إبل من الصدقة. قال أبو رافع: فأمرني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن أقضي الرجل بكره، فقلت: لم أجد في الإبل إلا جملا خيارا رباعيا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أعطه إياه؛ فإن خيار النّاس أحسنهم قضاء".
صحيح: رواه مالك في البيوع (٨٩) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي رافع مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال فذكره.
ورواه مسلم في المساقاة (١٦٠٠: ١١٨) من طريق مالك به مثله.
قال مالك:"لا بأس بأن يقبض من أسلف شيئًا من الذهب أو الورق أو الطعام أو الحيوان ممن أسلفه ذلك أفضل مما أسلفه إذا لم يكن ذلك على شرط منهما أو عادة، فإن كان ذلك على شرط أو وأي أو عادة فذلك مكروه، ولا خير فيه".
وقوله:"أو وأي" أي وعد.
• عن جابر بن عبد اللَّه قال: كان لي على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دين، فقضاني، وزادني، ودخلت عليه المسجد، فقال لي:"صل ركعتين".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاستقراض (٢٣٩٤)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧١٥: ٧١) كلاهما من طريق محارب بن دثار، عن جابر فذكره. واللّفظ لمسلم.
• عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة المخزومي، عن أبيه، عن جده أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- استلف منه حين غزا حنينا ثلاثين أو أربعين ألفا، فلما قدم قضاها إياه. ثم قال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بارك اللَّه لك في أهلك ومالك. إنما جزاء السلف الوفاء والحمد".
حسن: رواه النسائي (٤٦٨٣)، وابن ماجه (٢٤٢٤)، وأحمد (١٦٤١٠)، والبيهقي (٥/ ٣٥٥) كلهم من حديث إسماعيل بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة المخزومي بإسناده مثله. ولكن انقلب في مسند أحمد إلى إبراهيم بن إسماعيل، والصواب ما ذكرناه.
وإبراهيم بن عبد اللَّه هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، ينسب إلى جده، روى عنه جماعة، ووثّقه ابن حبان، وأخرج له البخاري في صحيحه، فأقل أحواله أنه حسن الحديث.
• عن العرباض بن سارية يقول: كنت عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال أعرابي: اقضني بكري، فأعطاه بعيرا مسنا، فقال الأعرابي: يا رسول اللَّه، هذا أسن من بعيري، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خير النّاس خيرهم قضاء".