حسن: رواه النسائي (٤٦١٩)، وابن ماجه (٢٢٨٦)، وأحمد (١٧١٤٩)، والحاكم (٢/ ٣٠)، والبيهقي (٥/ ٣٥١) كلهم من طريق معاوية بن صالح قال: حدثني سعيد بن هانئ قال: سمعت العرباض بن سارية فذكره.
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة".
قلت: إسناده حسن من أجل معاوية بن صالح، وهو ابن حُدير -مصغرا- فإنه حسن الحديث.
• عن عائشة قالت ابتاع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من رجل من الأعراب جزورا -أو جزائر- بوسق من تمر الذُخرة، -وتمر الذخرة العجوة- فرجع به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى بيته، فالتمس له التمر، فلم يجده، فخرج إليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال له:"يا عبد اللَّه، إنا قد ابتعنا منك جزورا -أو جزائر- بوسق من تمر الذخرة، فالتمسناه، فلم نجده". قال: فقال الأعرابي: واغدراه! قالت: فنهمه النّاس، وقالوا: قاتلك اللَّه، أيغدر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قالت: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "دعوه؛ فإن لصاحب الحق مقالا".
ثم عاد له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال:"يا عبد اللَّه، إنا ابتعنا منك جزائرك، ونحن نظن أن عندنا ما سمينا لك، فالتمسناه، فلم نجده". فقال الأعرابي: واغدراه! فنهمه النّاس، وقالوا: قاتلك اللَّه، أيغدر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "دعوه؛ فإن لصاحب الحق مقالا" فردد ذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مرتين أو ثلاثا، فلما رآه لا يفقه عنه قال لرجل من أصحابه:"اذهب إلى خويلة بنت حكيم بن أمية، فقل لها: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول لك: إن كان عندك وسق من تمر الذخرة فأسلفيناه حتى نؤديه إليك إن شاء اللَّه"، فذهب إليها الرجل، ثم رجع الرجل، فقال: قالت: نعم، هو عندي يا رسول اللَّه، فابعث من يقبضه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للرجل:"اذهب به، فأوفه الذي له". قال: فذهب به، فأوفاه الذي له. قالت: فمر الأعرابي برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو جالس في أصحابه- فقال: جزاك اللَّه خيرا؛ فقد أوفيت وأطيبت. قالت: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أولئك خيار عباد اللَّه عند اللَّه يوم القيامة الموفون المطيبون".
حسن: رواه أحمد (٢٦٣١٢) عن يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
ورواه البزار -كشف الأستار (١٣٠٩) - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق؛ فإنه حسن الحديث إذا صرح بالتحديث، وقد صرح