كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برُمَّانتين، فطلقني ونكحها، فنكحتُ بعده رجلا سَرِيًّا، ركب شَرِيًّا، وأخذ خطّيا، وأراح علي نعما ثريًّا، وأعطاني من كل رائحة زوجا، وقال، كُلِي أم زرع، وميري أهلَكِ، قالت: فلو جمعتُ كلَّ شيءٍ أعطانيه، ما بلغ أصغرَ آنيةِ أبي زرع. قالت عائشة: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ".
متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥١٨٩) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٨) كلاهما عن علي بن حُجر، أخبرنا عيسى بن يونس، حدّثنا هشام بن عروة، عن عبد اللَّه بن عروة، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ" يعني في الوفاء والألفة لا في الطلاق والفرقة.
فقالت عائشة: "بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه، بل أنت خير إليّ من أبي زرع" رواه النسائي في الكبرى (٩٠٩٢) من طريق عباد بن منصور، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن عائشة مرفوعًا.
ورواية الشيخين من تأمل تتبين له أنها مرفوعة أيضًا.
وقولها: "غث" المراد منه المهزول.
وقولها: "على رأس جبل وعر" أي صعب الوصول إليه. ومعناه: أنه قليل الخير من أوجه.
وقال الخطابي: قولها: على رأس جبل - أي يرتفع، ويتكبر ويسمو بنفسه فوق موضعها كثيرًا. أي أنه يجمع إلى قلة خيره، تكبره وسوء الخلق.
وقولها: "إني أخاف أن لا أذره" فيه تأويلان: أحدهما: أن خبره طويل، إن شرعت في تفصيله لا أقدر على إتمامه لكثرته.
والثاني: إني أخاف أن يطلقني فأذره. وتكون لا زائدة.
وقولها: "عجره وبُجره": المراد بهما عيوبه.
وقولها: "العشنق": هو الطويل ومعناه أنه ليس فيه إلا الطول بلا نفع.
وقولها: "كَلَيْلِ تهامة": أي ليس فيه أذى بل هو راحة ولذاذة كليل تهامة.
وقولها: "إنْ دخل فهِدَ. . . " أي أنه ينام كثيرا ولا يسأل عما كان عهده في البيت من ماله ومتاعه.
وقولها: "إنْ أكل لفَّ. . . " أي أنه يُكثر في الطعام والشراب حتى لا يبقى منهما شيء.
وقولها: "وإن اضطجع التف. . . " أي إذا رقد التف في ثيابه في ناحية ولم يضاجعني ليعلم ما عندي من محبته.
وقولها: "عياياء" هو الذي لا يلقح وقيل: هو العنّين.
وقولها: "طباقاء" أي المطبقة عليه أموره حمقا.
وقولها: "شجك أو فلك. . . " أي إنها معه بين شج رأس وضرب وكسر عضو أو جمع بينهما.