من عسل، فسقت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- منه شربة، فقلتُ: أما واللَّه لنحتالن له، فقلتُ لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك فإذا دنا منك فقولي أكلتَ مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد منك؟ فإنه سيقول لك: سفتي حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نعلة العرفط، وسأقولُ ذلك وقولي أنتِ يا صفية ذاك. قالت: تقول سودة فواللَّه ما هو إلا أن قام على الباب فأردتُ أن أباديه بما أمرتني به فرقا منك، فلما دنا منها قالت له سودة: يا رسول اللَّه، أكلت مغافير؟ قال:"لا". قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال:"سقتني حفصة شربة عسل" فقالت: جرست نعلة العرفط، فلما دار إلي قلت له نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول اللَّه، ألا أسقيك منه؟ قال:"لا حاجة لي فيه" قالت: تقول سودة واللَّه لقد حرَّمناه، قلت لها: اسكتي.
متفق عليه: رواه البخاري في الطلاق (٥٢٦٨) من طريق علي بن مسهر، ومسلم في الطلاق (٢١: ١٤٧٤) من طريق أبي أسامة - كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وقولها:"جرستْ": أي أكلتْ.
وقع الخلاف بين سياق الحديثين. ففي الحديث الأول أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شرب العسل عند زينب بنت جحش، وأن المتظاهرتين عليه عائشة وحفصة وهو الصحيح. وكذلك ثبت في حديث عمر بن الخطاب وابن عباس.
وفي الحديث الثاني أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شرب العسل عند حفصة، وإن عائشة وسودة وصفية من اللواتي تظاهرن عليه. والأول أصح، رجّحه القاضي عياض وغيره. وقال النسائي: إسناد حديث حجاج صحيح جيّد غاية.
وقد انقلبت الأسماء على الراوي في الرواية الأخرى ذكره النووي في شرح مسلم. وأما حمله على التعدد كما قال ابن حجر في الفتح (٩/ ٣٧٩) فهو بعيد.
• عن عائشة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج من عندها ليلا قالت: فغرتُ عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال: "مالكِ؟ يا عائشة؟ أغرتِ؟ " فقلت: وما لي لا يُغار مثلي على مثلك؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أقد جاءك شيطانكِ؟ " قالت: يا رسول اللَّه، أو معي شيطان؟ قال:"نعم" قلت: ومع كل إنسان؟ قال:"نعم". قلت: ومعك يا رسول اللَّه؟ قال:"نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم".
صحيح: رواه مسلم في صفة القيامة والجنة والنار (٢٨١٥) عن هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن ابن قسيط، حدثه أن عروة، حدثه أن عائشة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-