ولا يثبت سماعه من أبي هريرة. وروي من وجه آخر منقطع عن أبي ذرّ مرفوعًا". ثم أخرجه وهو.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي ذرّ، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما بين الأرض إلى السماء مسيرة خمسمائة سنة، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمائة سنة، وما بين كلّ سماء إلى السماء التي تليها مسيرة خمسمائة سنة، والأرضين مثل ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو حفرتم لصاحبكم، ثم دلّيتموه لوجدتم اللَّه عزّ وجلّ ثمَّ".
رواه البيهقيّ في الأسماء والصفات (٨٥٠) عن أبي عبد اللَّه الحافظ وأبي سعيد بن أبي عمرو قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب: ثنا أحمد بن عبد الجبار: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي نصر، عن أبي ذرّ، فذكره.
قال البيهقيّ: تابعه أبو حمزة السّكريّ وغيره عن الأعمش في المقدار".
قلت: ورواه البزار -كشف الأستار (٢٠٨٧) - عن محمد بن معمر، ثنا محاضر -يعني ابن مورع-، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي نصر، عن أبي ذرّ، فذكر نحوه مختصرًا.
قال البزّار: لا نعلمه يُروي عن أبي ذرّ إلّا بهذا الإسناد.
وأبو نصر أحسبه حميد بن هلال، ولم يسمع من أبي ذره.
قلت: مع الانقطاع بين أبي نصر وأبي ذرّ، قال الذهبيّ في "العلو" (ص ٨٩): "أبو نصر لا يعرف، والخبر منكر".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جدّه، قال: أتى رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أعرابيٌّ فقال: يا رسول اللَّه جهدتِ الأنفُس، وضاعت العيال، ونُهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستق اللَّهَ لنا، فإنّا نستشفع بك على اللَّه، ونستشفعُ باللَّه عليك. قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ويحك! أتدري ما تقول؟ ". وسبَّح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فما زال يسبِّحُ حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال: "ويحك! إنّه لا يستشفع باللَّه على أحد من خلقه، شأن اللَّه أعظم من ذلك. ويحك! أتدري ما اللَّه؟ إنّ عرشه على سماواته كهذا". وقال: بأصبعه مثل القبلة عليه. "وإنّه لَيئطُّ به أطيطَ الرّحل بالرّاكب".
رواه أبو داود (٤٧٢٦) عن عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار وأحمد بن سعيد الرياطي قالوا: حدثنا وهب بن جرير، -قال أحمد: كتبناه من نسخته وهذا لفظه- قال: حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدّث عن يعقوب بن عتبة، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، فذكر الحديث.
قال ابن بشار في حديثه: "إنّ اللَّه فوق عرشه، وعرشه فوق سماواته". وساق الحديث.
قال عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار، عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمد بن جبير، عن أبيه، عن جدّه. والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصّحيح، ووافقه عليه جماعة منهم: يحيى بن