وقوله: "أماثتْه" أي أذابته.
وقوله: "في تور" التور: إناء معروف تذكره العرب تشرب فيه، وقد يتوضّأ منه، ويكون من نُحاس أو من حجارة كما في هذا الحديث.
وقوله: "تتحفه" كذا في البخاري، وفي صحيح مسلم: "تخصه".
وكذا في بعض نسخ البخاري أيضًا ومعناه واحد أتحفته به إذا خصصته، وفيه مزيد من الإكرام للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
• عن جابر قال: "كان يُنتبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاء، فإذا لم يجدوا سقاء نُبذَ له في تور من حجارة، فقال بعضُ القوم - وأنا أسمع لأبي الزبير -: من بِرام؟ قال: من برام".
وزاد في رواية: "ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدباء والنقير والمزفت".
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (١٩٩٩: ٦٢) من طريق زهير بن أبي خيثمة، عن أبي الزبير، عن جابر قال .. فذكره.
والرواية الأخرى للنسائي (٥٦٤٨) من وجه آخر عن أبي الزبير بإسناد صحيح.
قوله: "من برام" جمع بُرْمة، وهي في الأصل المتخذة من الحجر.
• عن بريدة بن حُصيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نهيتُكم عن الظروف، وإن الظروف أو ظرفا لا يحلُّ شيئًا ولا يحرّمه، وكل مسكر حرام".
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٩٧٧: ٦٤) عن حجاج بن الشاعر، ثنا ضحاك بن مخلد، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه قال فذكره.
• عن بُريدة بن حصيب قال: قال رسول الله: "نهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلها، ولا تشربوا مسكرًا".
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٩٧٧: ٦٣) من طريق أبي سنان ضرار بن مرة، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال .. فذكره.
وأما ما روي عن أبي بردة مرفوعا: "اشربوا ولا تسكروا" فهو منكر.
رواه النسائي (٥٦٧٧)، والدارقطني (٤/ ٢٥٩) والبيهقي (٨/ ٢٩٨) كلهم من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بردة بن نيار قال .. فذكره. وليس هو ابن بريدة.
قال النسائي: "هذا حديث منكر غلط فيه أبو الأحوص سلام بن سليم، لا نعلم أحدًا تابعه عليه من أصحاب سماك بن حرب، وسماك ليس بالقوي وكان يقبل التلقين. قال أحمد بن حنبل: كان