المشركين فقاتل حتى قتل فحمل، فوضع مع صاحبيه اللذين قتلهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هؤلاء أشد أهل الجنة تحابا".
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٢٦٥٢ - مجمع البحرين) وعنه أبو نعيم في الحلية (٢/ ٣١٧) - عن محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرني عبد الرحمن بن عبيد الله، عن أبي عمران الجوني، عن أبي بكر بن أبي موسى .. فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (٥/ ٢٩٦): "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وسماع ابن المبارك من المسعودي صحيح، فصح الحديث إن شاء الله، فإن رجاله ثقات".
قلت: المسعودي اسمه: عبد الرحمن بن عبد الله، وشيخ ابن المبارك في هذا الحديث عبد الرحمن بن عبيد الله كما في مجمع البحرين والحلية؛ فإن كان بالتصغير فلم يتبين لي من هو؟ ولكنه توبع.
فقد رواه ابن شاهين في الترغيب (٤٥٢) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن بن فروة العجلي، عن أبي عمران الجوني به نحوه.
وعبد الحميد العجلي لم يؤثقه أحد غير ابن حبان ذكره في الثقات (٧/ ١١٨) وهو لا بأس به في المتابعات.
• عن معاذ بن جبل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج بالناس قبل غزوة تبوك، فلما أن أصيح صلى بالناس صلاة الصبح، ثم إن الناس ركبوا، فلما أن طلعت الشمس نعس الناس على أثر الدلجة، ولزم معاذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلو أثره، والناس تفرقت بهم ركابهم على جواد الطريق، تأكل وتسير.
فبينما معاذ على أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وناقته تأكل مرة وتسير أخرى عثرت ناقة معاذ، فكبحها بالزمام، فهبت حتى نفرت منها ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كشف عنه قناعه فالتفت، فإذا ليس من الجيش رجل أدنى إليه من معاذ فناداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال:"يا معاذ" قال: لبيك يا نبي الله قال: "ادنُ دونك"، فدنا منه حتى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما كنت أحسب الناس منا كمكانهم من البعد". فقال معاذ: يا نبي الله نعس الناس فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا كنت ناعسا". فلما رأى معاذ بشرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه وخلوته له قال: يا رسول الله ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "سلْني عم شئت؟ "