بأيّ شيءٍ كان نبيُّ اللَّه يفتتح صلاته إذا قام من اللّيل؟ قالت: كان إذا قام من اللّيل افتح صلاته: "اللهمّ ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشّهادة. أنت تحكمُ بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهْدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٧٠) من طرق عن عمر بن يونس، حدّثنا عكرمة بن عمّار، حدّثنا يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، فذكره.
• عن أبي هريرة، قال: "جلس جبريل إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فنظر إلى السّماء، فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: إنّ هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة. فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك ربُّك، أفملكًا نبيًّا يجعلك، أو عبدًا رسولًا؟ قال جبريل: تواضع لربِّك يا محمد. قال: "بل عبدًا رسولًا".
صحيح: رواه الإمام أحمد (٧١٦٠)، والبزار -كشف الأستار (٢٤٦٢) -، وأبو يعلى (٦١٠٥) كلّهم عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن أبي زرعة، قال: لا أعلمه إلّا عن أبي هريرة، قال (فذكر الحديث).
وإسناده صحيح ورجاله ثقات.
وهذا الملك المبهم يقال: إنه هو إسرافيل.
ولم يرد في حديث صحيح أنّ إسرافيل مكلّف في النّفخ في الصّور، إلا أن بعض أهل العلم ادعوا الإجماع على ذلك كما في فتح الباري لابن حجر (١١/ ٣٦٨) نظرا لوجود شواهد كثيرة.
منها: ما رُوي عن أبي هريرة في حديث طويل قال فيه: حدّثنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو في طائفة من أصحابه- فقال: "إنّ اللَّه تبارك وتعالى لما فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصّور، فأعطاه إسرافيل عليه السلام، فهو واضعه على فيه شاخص بصره إلى العرش، ينتظر متى يؤمر".
رواه أبو الشيخ في كتابه "العظمة" (٣٨٦)، والبيهقي في "البعث والنشور" (٦٠٩) كلاهما من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن يزيد، عن محمد بن كعب، عن أبي هريرة.
وأدخل البيهقي "عن رجل من الأنصار" بين محمد بن يزيد، وبين محمد بن كعب القرظي.
وقد رواه أيضًا عدد من المؤلفين في كتبهم ولكن مداره على إسماعيل بن رافع وهو: ابن عويمر الأنصاريّ المدنيّ، قال فيه الإمام أحمد وابن معين: ضعيف. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: كان رجلًا صالحًا إلّا أنه كان يقلّب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير والتي يسبق إلى القلب أنه كان المتعمّد لها.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره في سورة الأنعام (آية: ٧٣) بعد أن ذكر حديث الصّور من