وكذا قال أيضًا في بذل الماعون (ص ١٩٦): "هذا حديث حسن".
• عن العرباض بن سارية قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى الله عَزَّ وَجَلَّ في الذين ماتوا من الطاعون فيقول الشهداء: إخواننا قتلوا، ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا، فيقضي الله بينهم: أن انظروا إلى جراحات المطعونين فإنْ أشبهت جراحات الشهداء فهم منهم، فينظرون إلى جراح المطعونين، فإذا هي قد أشبهت جراح الشهداء، فيلحقون معهم".
حسن: رواه أحمد (١٧١٦٤) عن أبي اليمان، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عَيَّاش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، عن العرباض بن سارية قال فذكره.
ولعل الحديث كان عند إسماعيل بن عَيَّاش بإسنادين من مسند عتبة بن عبد السلميّ، ومن مسند العرباض بن سارية.
ورواه النسائيّ (٣١٦٤)، وأحمد (١٧١٥٩) من طرق عن بقية بن الوليد قال: حَدَّثَنِي بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، عن العرباض. نحوه.
وحسّن إسناده البزّار (٤١٩٤)، وابن حجر في الفتح (١٠/ ١٩٤).
وقال ابن حجر في بذل الماعون (ص ١٩٧): "وهذا حديث حسن صحيح، أخرجه أحمد عن حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه كلاهما عن بقية، وهو صدوق ليس فيه قادح إِلَّا تدليسه وقد صرّح بالتحديث فأمن تدليسه، وابن أبي بلال المذكور شامي ثقة، اسمه عبد الله".
قلت: وهو كما قال، لولا أن فيه عبد الله بن أبي بلال فإنه لم يعرف أنه رواه عنه غير خالد بن معدان، ولم يؤثقه أحد إِلَّا أن ابن حبَّان، ذكره في الثّقات (٥/ ٤٩)، ولذا قال في التقريب:"مقبول" أي عند المتابعة ولم أجد له متابعا، ومع ذلك قال فيه ابن حجر: شامي ثقة. فلعله وقف على توثيق أحد. والله أعلم.
• عن عبد الله بن بسر المازني قال: عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن عبادة فقال:"ما تعدون الشهداء من أمتي؟ " قال: قال ذلك ثلاثًا. قلنا: الله ورسوله أعلم. قال سعد بن عبادة: إن شاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن لي فأخبرته من الشهداء من أمته قال:"فأخبرني مَن الشهداءُ من أمتي؟ " قال: أسندوني فأسندوه فقال: "من آمن بالله وجاهد في سبيل الله وقاتل حتَّى قتل فهو شهيد"، قال:"إنَّ شهداء أمتي إذًا لقليل، القتيل في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد، والغريق شهيد، والنفساء شهيد".