والأقرب عندي أنهما واحد، والصواب في اسمه جبر لكن كان مالك يسمّيه جابرًا، فقد أسند الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص ١٥٠) عن المزني قال: سمعت الشافعي يقول: "صحّف مالك في عمر بن عثمان وإنما هو عمرو بن عثمان، وفي جابر بن عتيك وإنما هو جبر بن عتيك" اهـ.
وقال الدَّارقطنيّ في العلل (١٣/ ٤١٤): "لم يتابع مالكا أحدٌ على قوله: جابر بن عتيك. والله أعلم".
وقوله: "ذات الجنب" هي ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع.
وقوله: "قد قضيت جهازك" أي قد أعددت ما تحتاج إليه في سفرك للغزو.
• عن ربيع الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد ابن أخي جبر الأنصاري فجعل أهله يبكون عليه فقال لهم جبر: لا تؤذوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعهن فليبكين ما دام حيا فإذا وجب فليسكتن" فقال بعضهم: ما كنا نرى أن يكون موتك على فراشك حتَّى تقتل في سبيل الله مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أو ما الشهادة إِلَّا في القتل في سبيل الله؟ إن شهداء أمتي إذن لقليل: إن الطعن والطاعون شهادة، والبطن شهادة، والنفساء بجمع شهادة، والحرق شهادة، والغرق شهادة والهدم شهادة، وذات الجنب شهادة".
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٥/ ٦٥) من طرق عن جرير (هو ابن عبد الحميد)، عن عبد الملك بن عمير، عن الربيع الأنصاري .. فذكره.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢١٩١) من طريق جرير بن عبد الحميد به مقتصرًا على جزء البكاء.
قال المنذري في الترغيب والترهيب (٢١٨٤): رواته محتج به في الصَّحيح.
وتبعه الهيثميّ في مجمع الزوائد (٥/ ٣٠٠) فقال: رجاله رجال الصَّحيح.
قلت: إسناده حسن من أجل الكلام في عبد الملك بن عمير وهو إن كان من رجال الصَّحيح، ولكنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث. وقد ذكر الدَّارقطنيّ في علله (١٣/ ٤١٤) الاختلاف عليه ولكنه لا يؤثر في تحسين الحديث.
• عن عتبة بن عبد السلمي عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون: نحن شهداء، فيقال: انظروا، فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما ريحَ المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك".
حسن: رواه أحمد (١٧٦٥١) عن الحكم بن نافع، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عَيَّاش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن عتبة بن عبد السلمي .. فذكره.
وإسناده حسن، فإن إسماعيل بن عَيَّاش صدوق في روايته عن أهل الشام، وضمضم بن زرعة