وقال الذّهبيّ في "تلخيصه": "إنّ كان الوليد هو ابن أبي الوليد الشّامي فهو على شرط مسلم".
قلت: كذا قالا، والصّحيح أنه الوليد بن عبد اللَّه بن أبي مغيث العبدريّ مولاهم المكيّ كما ساق نسبه أبو داود، ومن روانه. ورواه ابن ماجه غير أنه ثقة، وثّقه ابنُ معين وغيره.
وأمّا الوليد بن أبي الوليد الشّاميّ فلا يوجد من يسمّي بهذا الاسم فضلا عن أن يكون من رواة مسلم، والذي روى له مسلم هو الوليد بن أبي الوليد المدني لا الشّاميّ كما قال الحاكم، إِلَّا أن يكون أحد الرواة نسبه إلى الشّام خطأ، واسم أبيه عثمان لا عبد اللَّه.
• عن طلحة بن عبيد اللَّه التيميّ قال:"مررتُ مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بقوم على رؤوس النَّخل، فقال: "ما يصنعُ هؤلاء؟ ". فقالوا: يلقِّحونه، يجعلون الذَّكرَ في الأنثى فيتلقح. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما أظنُّ يُغني ذلك شيئًا". قال: فأُخبروا بذلك فتركوه. فأُخبر رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك فقال: "إن كان ينفعهم ذلك فلْيصنعوه. فإنّي إنّما ظننتُ ظنًّا فلا تُؤاخذوني بالظّن. ولكنْ إذا حدّثْتكم عن اللَّه شيئًا، فخذوا به. فإنّي لنْ أكذبَ على اللَّه عزّ وجلّ".
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦١) من طرق عن أبي عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال (فذكره).
• عن رافع بن خديج، قال: "قدم نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة. وهمْ يَأْبِرون النَّخْل. يقولون: يلقِّحون النّخل. فقال:"ما تصنعون؟ ". قالوا: كنّا نصنعُه. قال:"لعلّكم لو لم تفعلوا كان خيرًا". فتركوه. فنفضت أو فنقصت. قال: فذكروا ذلك له فقال: "إنّما أنا بشرٌ، إذا أمرْتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيٍ، فإنّما أنا بشر". قال عكرمة: أو نحو هذا. قال المَعْقِريّ: فتفضت ولم يشك.
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦٢) من طرق عن النّضر بن محمد: حدّثنا عكرمة (وهو ابن عمّار): حدثنا أبو النجاشيّ: حدّثني رافع بن خديج، فذكره.
• عن عائشة، وعن أنس:"أنّ النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مرَّ بقوم يُلقِّحون فقال: "لو لم تفعلوا لَصُلح". قال: فخرج شيصًا، فمرّ بهم، فقال: "ما لنخلكم؟ ". قالوا: قلت كذا وكذا. قال: "أنتم أعلم بأمر دنياكم".
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦٢) من طرق عن الأسود بن عامر: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وعن ثابت عن أنس، فذكراه.
وقوله: "فخرج شيصًا" هو البسر الرديء الذي إذا يبس صار حشفًا.