زميل سماك الحنفي، حَدَّثَنِي عبد الله بن عباس، قال: حدتني عمر بن الخطّاب قال: فذكره.
وحيزوم: اسم فرس جبريل.
• عن علي قال: لما قدّمنا المدينة أصبنا من ثمارها، فاجتويناها وأصابنا بها وعك، وكان النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يتخبر عن بدر، فلمّا بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركين إليها، فوجدنا فيها رجلين منهم، رجلًا من قريش، ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت، وأمّا مولى عقبة فأخذناه، فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله! كثير عددهم، شديد بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتَّى انتهوا به إلى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فقال له:"كم القوم؟ " قال: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم. فجهد النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - أن يخبره كم هم، فأبى، ثمّ إن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - سأله:"كم ينحرون من الجزور؟ " فقال: عشرًا كل يوم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "القوم ألف، كل جزور لمئة وتبعها" ثمّ إنه أصابنا من الليل طش من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها، من المطر، وبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو ربه عَزَّ وَجَلَّ، ويقول:"اللهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد" قال: فلمّا طلع الفجر نادى: "الصّلاة عباد الله" فجاء الناس من تحت الشجر والحجف، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحرض على القتال، ثمّ قال:"إنَّ جمع قريش تحت هذه الضلع الحمراء من الجبل".
فلمّا دنا القوم منا وصاففناهم، إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير في القوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا علي! ناد لي حمزة - وكان أقربهم من المشركين - من صاحب الجمل الأحمر، وماذا يقول لهم؟ " ثمّ قال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - "إن يكن في القوم أحد يأمر بخير، فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر" فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة، وهو ينهى عن القتال، ويقول لهم: يا قوم! إني أرى قومًا مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير، يا قوم! اعصبُوها اليوم برأسي، وقولوا: جبن عتبة بن ربيعة، وقد علمتم أني لست بأجبنكم، قال: فسمع ذلك أبو جهل، فقال: أنت تقول هذا؟ والله لو غيرك يقول هذا لأعضضته، قد ملأت رئتُك جوفَك رعبًا. فقال عتبة: إياي تعير يا مصفر استه؟ ستعلم اليوم أينا الجبان.
قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية، فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن يبارزنا من بني عمنا، من بني عبد