للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما رواه أيضًا كلٌّ من ابن أبي شيبة (١٥/ ١٣٧ - ١٣٨)، وأبو داود الطّيالسيّ في "مسنده" (١٢٠٢)، وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٨٤٦) كلّهم من حديث حشرج بن نُباتة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، فذكره.

وزاد بعضُ أهل العلم بعد قوله: "حتى يأتي الشّام": "فينزل عيسى عليه السّلام، فيقتله عند عقبة أَفيق". وعزوه إلى ابن أبي شيبة، وعندي نسختان مطوعتان، مطبوعة الدار السلفية في الهند، ومطبوعة دار الفكر بتحقيق الأستاذ سعيد اللّحام، ولم أجد فيهما هذه الزّيادة، فلعلّها في نسخ خطية أخرى، واللَّه أعلم.

وأما الإسناد ففيه حشرج بن نُباتة، وقد أشار بعض أهل العلم إلى أن في روايته عن سعيد بن جمهان تقع فيه الغرائب والمناكير.

قال البخاريّ: "حشرج بن نُباتة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لأبي بكر وعمر وعثمان: هؤلاء الخلفاء من بعدي. وهذا لم يتابع عليه، لأنّ عمر وعليًّا قالا: لم يستخلف النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-".

قال ابن عدي: وهذا الذي أنكره البخاريّ على حشرج هذا الحديث قد روي بغير هذا الإسناد. ثم نقل عن ابن معين وأحمد وغيرهما توثيق حشرج، وذكر حديث الباب وقال: "وهذه الأحاديث لحشرج عن سعيد بن جمهان، عن سفينة قد قمت بعذره في الحديث الذي أنكره البخاري عليه، وأوردت بابًا آخر لذلك الحديث ولذلك المتن، وغير ذلك الحديث لا بأس به فيه".

ثم قال أيضًا: "ولحشرج غير ما ذكرت من الحديث، وأحاديثه حسان، وإفرادات وغرائب، وقد قمتُ بعذره فيما أنكروه عليه، وهو عندي لا بأس به، وبرواياته على أنّ أحمد ويحيى قد وثّقاه". "الكامل" (٢/ ٨٤٦ - ٨٤٧).

والحديث مع حسن إسناده وقع فيه بعض الكلمات الغريبة والمنكرة، ولعلّ حشرج بن نُباتة أخطأ فيها.

منها قوله: "معه ملكان من الملائكة" لم يرد هذا في حديث صحيح آخر.

ومنها قوله: "عند عقبة أفيق". وهي عقبة معروفة بحوران في طريق نحو الأردن، وهي عقبة طويلة نحو ميلين. والصّحيح أنّه يقتله عيسى ابن مريم بباب لُدٍّ كما في حديث النّواس بن سمعان وغيره.

ولذا قال الحافظ ابن كثير في "النهاية في الفتن والملاحم" (١٩/ ١٦٤):

"إسناده لا بأس به، ولكن في متنه غرابة ونكارة".

وقال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٣٤٠): "رواه أحمد والطبرانيّ، ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر".

<<  <  ج: ص:  >  >>