المهاجرون والأنصار، فلمّا دخل على امرأته قال: ويحك جاء النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بالمهاجرين والأنصار ومن معهم، قالت: هل سألك؟ قلت: نعم، فقال:"ادخلوا ولا تضاغطوا". فجعل يكسر الخبز، ويجعل عليه اللحم، ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثمّ ينزع، فلم يزل يكسر الخبز، ويغرف حتَّى شبعوا وبقي بقية، قال:"كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٠١) عن خلَّاد بن يحيى حَدَّثَنَا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه قال: أتيت جابرًا فقال: فذكره.
ورواه أحمد (١٤٢٢٠) عن وكيع، حَدَّثَنَا عبد الواحد بن أيمن وجاء فيه: لما حفر النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الخندق أصابهم جهد شديد حتَّى ربط النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - على بطنه حجرًا من الجوع.
قوله:"كثيبًا أهيم": معناه أنه صار رملًا يسيل ولا يتماسك، وأهيم بمعني أهيل.
قوله:"فقلت لامرأتي" اسمها سهلة بنت مسعود بن أوس الأنصارية رضي الله عنها.
وقوله:"البرمة" هي القدر.
وقوله:"بين الأثافي "جمع الأثفية، وهي الحجارة التي تنصب وتوضع عليها القدر وهي ثلاثة.
وقوله:"تضاغطوا": أي تزدحموا.
• عن رجل من أصحاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق، عرضت لهم صخرة حالت بينهم، وبين الحفر، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ المعول، ووضع رداءه ناحية الخندق وقال:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[الأنعام: ١١٥] فندر ثلث الحجر، وسلمان الفارسي قائم ينظر، فبرق مع ضربة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برقة، ثمّ ضرب الثانية وقال:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[الأنعام: ١١٥] فندر الثلث الآخر، فبرقت برقة، فرآها سلمان، ثمّ ضرب الثالثة وقال:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[الأنعام: ١١٥]، فندر الثلث الباقي، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ رداءه وجلس. قال سلمان يا رسول الله! رأيتك حين ضربت ما تضرب ضربة، إِلَّا كانت معها برقة؟ ! قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا سلمان، رأيت ذلك؟ " فقال: أي والذي بعثك بالحق يا رسول الله! قال: "فإني حين ضربت الضربة الأولى، رفعت لي مدائن كسرى وما حولها، ومدائن كثيرة، حتَّى رأيتها بعيني". قال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله! ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا