رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك. ثمّ ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها، حتَّى رأيتها بعيني" قالوا: يا رسول الله! ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك. ثمّ ضربت الثالثة، فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى، حتَّى رأيتها بعيني" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: ادعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم".
حسن: رواه النسائيّ (٣١٧٦) عن عيسى بن يونس، قال: حَدَّثَنَا ضمرة، عن أبي زرعة السيباني، عن أبي سكينة رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فذكره.
ورواه أبو داود (٤٣٠٢) عن عيسى بن محمد الرملي، عن ضمرة بإسناده مقتصرا على لفظ: "دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم".
إسناده حسن من أجل ضمرة وهو ابن ربيعة الفلسطيني فإنه حسن الحديث، وأبو سكينة هو الحمصي، قيل اسمه محلّم مختلف في صحبته كما في "التقريب".
وأمّا المزي فقال في "تهذيبه" رُوي عن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، وعن رجل عن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، ذكر من الرواة عنه بلال بن سعد، ويحيى بن أبي عمرو السيباني.
ولكن قصة إبصار النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يذكرها البخاريّ في حديث جابر لأنها ليست على شرطه وهي زيادة حسنة.
ويشهد له على ذلك حديث البراء بن عازب رواه أحمد (١٨٦٩٤) وأبو يعلى (١٦٨٥) وأبو نعيم في دلائل النبوة (٤٣٠) كلّهم من حديث عوف عن أبي عبد الله ميمون، عن البراء، قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق قال: عرض لنا صخرة لا تأخذ فيها المعاول، فشكوا ذلك إلى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: فأخذ المعول قال: وأحسبه قال: وضع ثوبه - فضرب ضربة وقال: "بسم الله" فكسر ثلث الصخرة، ثمّ قال: "الله أكبر! أعطيت مفاتيح الشام، إني لأنظر إلى قصورها الحمر من مكاني هذا" ثمّ قال: "بسم الله" وضرب أخرى فكسر ثلثها، وقال: الله أكبر! أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأنظر إلى المدائن وقصرها الأبيض من مكاني هذا" ثمّ قال: "بسم الله" وضرب أخرى فكسر بقية الحجر وقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأنظر إلى مفاتيح صنعاء من مكاني هذا" وإسناده ضعيف من أجل أبي عبد الله ميمون البصري الكندي، ويقال: القرشي فإنه ضعيف باتفاق أهل العلم، قال يحيى بن معين: لا شيء، وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير، وذكره ابن حبَّان في الثّقات وقال: كان يحيى القطان سيء الرأي فيه.
إِلَّا أن الحافظ ابن حجر حسن إسناده في الفتح (٧/ ٣٩٧) وذكر له شاهدا آخر من حديث كثير
بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني قال: حَدَّثَنِي أبي، عن أبيه.
رواه البيهقيّ في الدلائل (٣/ ٤١٨) وجاء فيه: خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق عام الأحزاب ...