للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فذكره، واللّفظ لابن حبَّان. وإسناده صحيح.

• عن سلمة بن الأكوع قال: قدّمنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أربع عشرة مائة. وعليها خمسون شاة لا ترويها. قال: فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبا الركية. فإما دعا وإما بسق فيها. قال: فجاشت. فسقينا واستقينا. قال: ثمّ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعانا للبيعة في أصل الشجرة. قال: فبايعته أول الناس. ثمّ بايع وبايع. حتَّى إذا كان في وسط من الناس قال: "بايع. يا سلمة! " قال: قلت: قد بايعتك. يا رسول الله! في أول الناس. قال: "وأيضا" قال: ورآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزلا - يعني ليس معه سلاح -. قال: فأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجفة أو درقة. ثمّ بايع. حتَّى إذا كان في آخر الناس قال: "ألا تبايعني؟ يا سلمة! " قال: قلت: قد بايعتك. يا رسول الله! في أول الناس، وفي أوسط الناس. قال: "وأيضًا" قال: فبايعته الثالثة. ثمّ قال لي: "يا سلمة! أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟ " قال: قلت: يا رسول الله! لقيني عمي عامر عزلا. فأعطيته إياها. قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "إنَّك كالذي قال: الأوّل: اللهم! أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي". ثمّ إن المشركين راسلونا الصلح. حتَّى مشى بعضنا في بعض. واصطلحنا. قال: وكنت تبيعًا لطلحة بن عبيد الله. أسقي فرسه، وأحسه، وأخدمه. وآكل من طعامه. وتركت أهلي ومالي، مهاجرًا إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فلمّا اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض، أتيت شجرة فكسحت شوكها. فاضطجعت في أصلها. قال: فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة. فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبغضتهم. فتحولت إلى شجرة أخرى. وعلقوا سلاحهم. واضطجعوا. فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا للمهاجرين! قتل ابن زنيم. قال: فاخترطت سيفي. ثمّ شددت على أولئك الأربعة وهم رقود. فأخذت سلاحهم. فجعلته ضغثا في يدي. قال: ثمّ قلت: والذي كرم وجه محمد! لا يرفع أحد منكم رأسه إِلَّا ضربت الذي فيه عيناه. قال: ثمّ جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز. يقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرس مجفف. في سبعين من المشركين. فنظر إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "دعوهم. يكن لهم بدء الفجور وثناه" فعفا عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأنزل الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: ٢٤] الآية كلها. قال: ثمّ خرجنا راجعين إلى المدينة. فنزلنا منزلا. بيننا وبين بني

<<  <  ج: ص:  >  >>