متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٢٧٤) ومسلم في فضائل الصحابة (١٦: ٢٤٩٤) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: أخبرني الحسن بن محمد أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول: سمعت عليًّا يقول: فذكره.
قوله:"لظعينة": المرأة.
وقوله:"بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد" وفي رواية عند البخاري ومسلم "أبو مرثد الغنوي" بدل "المقداد" قال الحافظ: "فيحتمل أن يكون الثلاثة كانوا معه فذكر أحد الراويين عن علي ما لم يذكره الآخر" اهـ. الفتح (٧/ ٥٢٠) وفي رواية أخرى: "فدمعت عينا عمر" فقال: الله ورسوله أعلم.
• عن جابر بن عبد الله أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد غزوهم، فدلّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المرأة التي معها الكتاب، فأرسل إليها، فأخذ كتابها من رأسها، وقال:"يا حاطب، أفعلت؟ " قال: نعم، أما إني لم أفعله غشًّا لرسول الله - وقال يونس: غشًّا يا رسول الله - ولا نفاقًا، قد علمت أن الله مظهر رسوله، ومتمّ له أمره، غير أني كنت عزيزًا بين ظهريهم، وكانت والدتي معهم، فأردت أن أتخذ هذا عندهم، فقال له عمر: ألا أضرب رأس هذا؟ قال:"أتقتل رجلًا من أهل بدر؟ ما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم".
صحيح: رواه أحمد (١٤٧٧٤) وأبو يعلى (٢٢٦٥) وابن حبان (٤٧٩٧) كلهم من طرق عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
واللفظ لأحمد وإسناده صحيح.
• عن عمر بن الخطاب: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة، فأطلع الله عليه نبيه، فبعث عليًا والزبير في أثر الكتاب، فأدركا امرأة على بعير، فاستخرجاه من قرن من قرونها، على ما قال لهم نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلى حاطب، فقال:"يا حاطب! أنت كتبت هذا الكتاب؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال:"ما حملك على ذلك؟ " قال: أما والله إني لناصح لله ورسوله، ولكن كنت غريبًا في أهل مكة، وكان أهلي بين ظهرانيهم فخفت عليهم، فكتبت كتابًا لا يضر الله ورسوله شيئًا، وعسى أن تكون فيه منفعة لأهلي، فقال عمر: فاخترطت سيفي فقلت: يا رسول الله! مكني من حاطب فإنه قد كفر فأضرب عنقه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن الخطاب! وما يدريك لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
حسن: رواه البزار - كشف الأستار (٢٦٩٥) والحاكم (٤/ ٧٧) كلاهما من حديث عمر بن