عن محمد عن أبي هريرة بلفظ: "من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي"
وقوله: فسيراني في اليقظة -أي في حياته - صلى الله عليه وسلم - فإنه يوفقه الله تعالى للهجرة إليه، ورؤيته - صلى الله عليه وسلم - في اليقظة عيانا، وأما بعد مماته فلن يقدر أحد رؤيته يقظة، وإن ادعى أحد بذلك فهو كاذب.
ولذلك جاء بلفظ آخر: كأنما يراني في اليقظة، أي أن رؤيته في المنام تشبه رؤيته في اليقظة، لا أنه يراه يقظة عيانا بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم -.
قال العلماء: خص النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن رؤيته في المنام صحيحة، ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم، كما منعه أن يتصور في صورته في اليقظة إكراما له. خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن الملقن (ص ٢٠٢).
ونقل النووي أيضا في شرح مسلم في باب بيان أن الإسناد من الدين عن أصحابنا وغيرهم: أنهم نقلوا الاتفاق على أنه لا يغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع ثم قال: وهذا في منام يتعلق بإثبات حكم على خلاف ما يحكم به الولاة، أما إذا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمره بفعل ما هو مندوب إليه أو ينهاه عن منهي عنه أو يرشده إلى فعل مصلحة فلا خلاف في استحباب العمل على وفقه لأن ذلك ليس حكمًا بمجرد المنام بل تقرر من أصل ذلك الشيء والله أعلم.
• عن أنس بن مالك قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتخيّل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة".
متفق عليه: رواه البخاري في كتاب التعبير (٦٩٩٤) واللفظ له، ومسلم في كتاب الرؤيا (٢٢٦٤) من طريقين عن ثابت البناني عن أنس بن مالك، فذكره، وسياق مسلم مختصر مقتصر على الشطر الأخير من المتن.
تقييد النفي بالشيطان دون الجن فيه إشارة إلى أن القوى الشيطانية عاجزة عن التمثيل فالجن من باب أولى، وهذا كله من باب حفظ الشريعة المطهرة حتى لا يدعي أحد بأنه النبي وينسخ شيئًا من أحكامها. فمن ادعى في المنام بنسخ شيء من الأحكام الشرعية أو التشريع الجديد فليس هو النبي وإنما هو شبيه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الشيطان الرجيم.
• عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتكوّنني".
صحيح: رواه البخاري في كتاب التعبير (٦٩٩٧) عن عبد الله بن يوسف حدثنا الليث، حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خبّاب عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
قوله: "لا يتكوّنني" أي لا يتكوّن كوني، والمعنى لا يتكون في صورتي. فتح الباري (١٢/ ٣٨٦)
• عن أبي قتادة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئًا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثًا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا