وقال: "صدق ابنُ عباس، هذا واللَّه الخير الكثير".
وإسناده صحيح، عطاء بن السائب ثقة، وثقه الأئمة إلا أنه اختلط في آخر عمره لكن حماد بن زيد روي عنه قبل الاختلاط.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وقوله: "ما أقلّ ما يسقط" من السّقوط، يريد أنّ القول السّاقط لابن عباس قليل. قاله السِّنديّ.
ثم قول ابن عباس: "الكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه اللَّه إياه".
رواه البخاريّ (٦٥٧٨) عن عمرو بن محمد، حدّثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
قال أبو بشر: قلت لسعيد: إنّ أناسًا يزعمون أنّه نهر في الجنّة؟ فقال سعيد:
"النّهر الذي في الجنّة من الخير الذي أعطاه اللَّه إياه".
وأمّا ما رُوي عن ابن مسعود في حديث طويل: "ويفتح نهر من الكوثر إلى الحوض". فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (٣٧٨٧)، والبزار -كشف الأستار (٣٤٧٨) -، والطبرانيّ في الكبير (١٠/ ٩٨) كلهم من طريق عارم بن الفضل، حدّثنا سعيد بن زيد، حدّثنا علي بن الحكم البنانيّ، عن عثمان، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود، فذكر الحديث، وهذا لفظه.
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّي لأقوم المقام المحمود". فقال رجل: يا رسول اللَّه: وما ذلك المقام المحمود؟ قال: ذاك إذا جيئ بكم حُفاةً عُراةً غُرْلًا فيكون أوّلَ من يُكسى إبراهيم عليه السّلام، فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما، ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسُها، فأقوم عن يمينه مقامًا لا يقومه غيري، يغْبطوني به الأوّلون والآخرون، ثم يفتح نهر من الكوثر إلى الحوض".
وإسناده ضعيف من أجل عثمان وهو ابن عُمَيْر -بالتصغير- البجليّ أبو اليقظان الكوفيّ الأعمى، اختلط وكان يدلّس ويغلو في التّشيّع، جمهور أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
قال البزّار: "لا نعلمه يروى بهذا اللّفظ من حديث علقمة، عن عبد اللَّه إلّا من هذا الوجه. وقد روى الصعق بن حزن، عن علي بن الحكم، عن عثمان بن عمير، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، وأحسب أنّ الصّعق غلط في هذا الإسناد".
ومن طريق الصّعق بن حزن أخرجه الحاكم (٢/ ٣٦٤) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعثمان بن عمير هو ابن اليقظان" كذا قال، والصواب: أبو اليقظان.
وتعقبه الذهبي فقال: "لا واللَّه، فعثمان ضعّفه الدارقطنيّ، والباقون ثقات".
وأورده الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٣٦٢) وقال بعد أن عزاه لأحمد والبزار والطبراني: "وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف".