• عن أبي هريرة: أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أتى المقبرة فقال:"السّلامُ عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون، وددتُ أنّا قد رأينا إخواننا". قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول اللَّه؟ ! قال:"أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد". فقالوا: كيف نعرف من لم يأت بعد من أمّتك يا رسول اللَّه؟ فقال:"أرأيت لو أنّ رجلا له خيل غرّ محجّلة بين ظهري خيل دُهْم بُهْم ألا يعرفُ خيلَه". قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال:"فإنّهم يأتون غرًّا محجّلين من الوُضوء، وأنا فرطهم على الحوض. ألا لَيُذادنَّ رجالٌ عن حوضي كما يُذاد البعير الضّال، أناديهم ألا هُلمّ. فقال: إنّهم قد بدّلوا بعدك فأقول سُحْقًا سُحْقًا".
صحيح: رواه مسلم في الطّهارة (٢٤٩) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، أخبرني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله:"أنا فرطهم على الحوض" أي متقدّمهم إليه، من فرَطَ يَفْرِط -عجّل وأسرع- كما جاء في التنزيل:{قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى}[سورة طه: ٤٥]. أي يتعجّل العقوبة.
والفرط أكثر ما يستعمل في السّبق إلى الماء لإعداده وتهيئته.
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إنّ حوضي أبعد من أيلة من عدن، لهو أشدّ بياضًا من الثّلْج، وأحلى من العسل باللّبن، ولآنيتُه أكثر من عدد النّجوم، وإني لأصد النّاس عنه كما يصدّ الرّجل إبل النّاس عن حوضه". قالوا: يا رسول اللَّه، أتعرفنا يومئذ؟ قال:"نعم لكم سيما ليست لأحد من الأمم، تردون عليَّ غرًّا محجلين من أثر الوضوء".
وفي رواية:"ترد عليَّ أمّتي الحوض وأنا أذود النّاس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله". قالوا: يا نبي اللَّه، أتعرفنا؟ قال:"نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم. تردون علي غرًّا محجّلين من آثار الوضوء. وليُصدَنَّ عنّي طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يا ربّ، هؤلاء من أصحابي، فيجيبني ملكٌ فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟ ".
صحيح: رواه مسلم في الطّهارة (٢٤٧) من طرق عن مروان الفزاريّ، عن أبي مالك الأشجعيّ سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
والرواية الثانية عنده من طريق ابن فُضيل، عن أبي مالك الأشجعيّ، بإسناده.
• عن ابن عمر، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إنّ أمامكم حوضًا كما بين جَرْبًا وأَذْرُحَ".