للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حسن: رواه أبو داود (٢٧٦١) وأحمد (١٥٩٨٩) والترمذي في العلل الكبير (٢/ ٩٥٣) والحاكم (٣/ ٥٢ - ٥٣ و ٢/ ١٤٢ - ١٤٣) كلهم من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني سعد بن طارق الأشجعي، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه، فذكره.

وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، فإنه حسن الحديث إذا صرّح.

وقال الترمذي: "سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: قد رواه ابن أبي زائدة أيضا عن سعد ابن طارق، ورآه حديثا حسنا".

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.

وذكر ابن إسحاق أيضا أن مسيلمة كتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب، بعثه مع رسولين، هذا نصه: "من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: سلام عليك؛ أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشا قوم يعتدون". فقدم عليه رسولان له بهذا الكتاب.

قال ابن إسحاق: فحدثني شيخ من أشجع، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه نعيم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهما حين قرأ كتابه: "فما تقولان أنتما؟ " قالا: نقول كما قال، فقال: "أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربتُ أعناقكما".

ثم كتب إلى مسيلمة: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب: السلام على من اتبع الهدى. أما بعد! فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين". وذلك في آخر سنة عشر.

ذكره ابن هشام في سيرته (٢/ ٦٠٠ - ٦٠١)

وأما إيراد البخاري قصة ثمامة بن أثال من حديث أبي هريرة (٤٣٧٢) في وفد بني حنيفة ففيه وهم؛ فإنه لم يكن في وفد بني حنيفة، ولو كان في الوفد لما قدم به في الوثاق، ولما ربط في سواري المسجد، بل إنه قد أسلم في سنة ست، قبل وفد بني حنيفة الذي جاء إلى المدينة بعد الفتح وقبل السنة العاشرة، وقد تقدم ذكر إسلامه في سرية محمد بن مسلمة قبل نجد سنة ست.

وأصاب الحافظ البيهقي فذكر قصته في سرية نجد -الدلائل (٤/ ٧٨) - التي كانت في السنة السادسة، وأورد فيه حديث أبي هريرة المشار إليه، ولم يذكر في وفد بني حنيفة ثمامة بن أثال. الدلائل (٥/ ٣٣٠).

وأما كونه جاء رسولا لمسيلمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد روي في حديث ضعيف عن عبد الله بن مسعود قال: قد جاء ابن الفوَّاحة، وابن أثال رسولين لمسيلمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتشهدان أني رسول الله؟ " فقالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله. فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آمنت بالله ورسله، لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما".

<<  <  ج: ص:  >  >>