الحوض، من ورد شرب منه، ومَنْ شرب منه لم يظمأ بعده أبدًا، ليرد عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم".
قال أبو حازم: فسمعني النّعمان بن أبي عياش، وأنا أحدّثهم هذا. فقال: هكذا سمعتَ سهلًا؟ فقلت: نعم، قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدريّ لسمعته يزيد فيه، قال: "إنّهم منّي، فيقال: إنّك لا تدري ما بدّلوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا لمن بدّل بعدي".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٥٠، ٧٠٥١)، ومسلم في الفضائل (٢٢٩٠) كلاهما من حديث يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، قال: سمعت سهل بن سعد، فذكره.
• عن أبي سعيد الخدريّ، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بمثل حديث سهل بن سعد.
متفق عليه: رواه مسلم (٢٢٩١) عن هارون بن سعيد الأيليّ، حدّثنا ابن وهب، أخبرني أسامة، عن أبي حازم، عن سهل، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وعن النّعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدريّ، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بمثل حديث يعقوب بن عبد الرحمن مع الزّيادات التي ذكرت.
ورواه البخاريّ في الرّقاق (٦٥٨٤) معطوفًا على (٦٥٨٣) عن سعيد بن أبي مريم، حدّثنا محمد ابن مطرّف، حدّثني أبو حازم، قال أبو حازم: فسمعني النّعمان بن أبي عياش، فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم. فقال: أشهد على أبي سعيد الخدريّ لسمعتُه وهو يزيد فيها: "فأقول: إنّهم منّي. فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول: سحقًا سحقًا لمن غيّر بعدي".
قال ابن عباس: {فَسُحْقًا} [سورة الملك: ١١] بُعدًا. يقال: {سَحِيقٍ] [سورة الحج: ٣١] بعيد. وأسحقه: أبعده.
• عن جندب بن عبد اللَّه بن سفيان البجليّ، قال: سمعت النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "أنا فرطكم على الحوض".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرّقاق (٦٥٨٩)، ومسلم في الفضائل (٢٢٩٨) كلاهما من حديث شعبة، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعتُ جندبًا قال (فذكره).
قوله: "فرطكم" قال أهل اللغة: الفرط والفارط هو الذي يتقدّم الواردين ليصلح لهم الحياض والدّلاء ونحوها من أمور الاستسقاء، فمعنى فرطكم على الحوض: سابقكم إليه كالمهيء له.
• عن عائشة تقول: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول -وهو بين ظهراني أصحابه-: "إنّي على الحوض أنتظر من يرد عليَّ منكم، فواللَّه ليُقتطعنَّ دوني رجال، فلأقولنَّ: أي رب! منِّي ومن أمّتي. فيقول: إنّك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون