للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ابن عباس: أن رجلا من الأنصار وقع في أب للعباس كان في الجاهلية، فلطمه العباس، فجاء قومه، فقالوا: والله لنلطمنه كما لطمه. فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصعد المنبر، فقال: "أيها الناس، أي أهل الأرض أكرم على الله؟ " قالوا: أنت. قال: "فإن العباس مني، وأنا منه، فلا تسبوا أمواتنا، فتؤذوا أحياءنا" فجاء القوم، فقالوا: يا رسول الله، نعوذ بالله من غضبك.

وروي أيضا عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مغضبا وأنا عنده، فقال: "ما أغضبك؟ " قال: يا رسول الله! ما لنا ولقريش، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. قال: فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احمر وجهه، ثم قال: "والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله" ثم قال: "يا أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه".

رواه الترمذي (٣٧٥٨)، وأحمد (١٧٥١٥)، والنسائي في فضائل الصحابة (٧٣)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٣٣٣) كلهم من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فذكره.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

وليس كما قال، فإن يزيد بن أبي زياد هو الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف عند جمهور أهل العلم، وكان شيعيا.

وروي أيضا عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا نلقى النفر من قريش، وهم يتحدثون، فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ما بال أقوام يتحدثون، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم. والله، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني".

رواه ابن ماجه (١٤٠) عن محمد بن طريف، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبي سبرة النخعي، عن محمد بن كعب القرظي، عن العباس بن المطلب فذكره.

ومن هذا الوجه صحّحه الحاكم (٤/ ٧٥).

وأبو سبرة النخعي يقال: اسمه عبد الله بن عابس، قال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في الثقات، ولذا قال عنه الحافظ: "مقبول" يعني حيث يُتَابَع، ولم أجد له متابعا.

ومحمد بن كعب القرظي لم يدرك العباس.

وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة.

وروي أيضا عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا. فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة يوم القيامة تجاهين. والعباس بيننا مؤمن بين خليلين".

رواه ابن ماجه (١٤١) عن عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن

<<  <  ج: ص:  >  >>