حسن: رواه الترمذيّ (٣٠١٠)، وابن ماجة (١٩٠)، وصحّحه ابن حبَّان (٧٠٢٢)، والحاكم (٣/ ٢٠٣ - ٤) كلّهم من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير، سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابرا فذكره.
قال الترمذيّ:"حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إِلَّا من حديث موسى بن إبراهيم، وقد روى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئًا من هذا، ورواه عليّ بن عبد الله المديني وغير واحد من كبار أهل الحديث هكذا عن موسى بن إبراهيم".
قلت: إسناده حسن من أجل موسى بن إبراهيم بن كثير فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
وقوله: كفاحا أي: مواجهة ومشافهة بدون حجاب.
• عن جابر بن عبد الله، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى المشركين ليقاتلهم، وقال لي أبي عبدُ الله: يا جابر، لا عليك أن تكون في نظّاري أهل المدينة حتَّى تعلم إلى ما يصير أمرُنا، فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي، لأحببتُ أن تُقتل بين يدي، قال: فبينما أنا في النظّارين إذ جاءت عمتي بأبي، وخالي عَادِلَتَهما على ناضح، فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا، إذ لحق رجل ينادي:"ألا إن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن ترجعوا بالقتلى، فتدفنوها في مصارعها حيث قُتِلت"، فرجعنا بهما فدفناهما حيث قُتِلا.
فبينما أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال: يا جابر بن عبد الله، والله لقد أثار أباك عمال معاوية، فبدا، فخرج طائفة منه، فأتيتُه فوجدته على النحو الذي دفنتُه، لم يتغير إِلَّا ما لم يَدَعِ القتلُ - أو القتيلُ - فواريتُه.
قال: وترك أبي عليه دينا من التمر، فاشتد عليّ بعضُ غرمائه في التقاضي، فأتيتُ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا نبي الله إن أبي أصيب يوم كذا، وكذا، وترك عليه دينا من التمر، وقد اشتد عليّ بعض غرمائه في التقاضي، فأحب أن تُعينني عليه، لعلّه أن يُنظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام المقبل، فقال:"نعم، آتيك إن شاء الله قريبًا من وسط النهار"، وجاء معه حواريه، ثمّ أستأذن، فدخل وقد قلت لامرأتي: إن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - جاءني اليوم وسط النهار، فلا أرينَّكِ، ولا تُؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي بشيء، ولا تكلّميه، فدخل ففرشتُ له فراشا، ووسادة، فوضع رأسه فنام، قال: وقلت لمولى لي: اذبح هذه العَناق، وهي داجن سمينة، والوحى، والعجل، افرغ منها قبل أن يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا معك، فلم نزل فيها حتَّى فرغنا منها، وهو نائم، فقلت