"صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة".
قلت: هو حسن فقط، وكذلك قال الترمذيّ أيضًا لأنّ فيه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلّا تحت لوائي، وأنا أوّل من تنشق عنه الأرض ولا فخر".
قال: "فيفزع النّاس ثلاث فزعات. . . ". فذكر الحديث بطوله، مثل حديث أبي هريرة في المحشر. وإسناده ضعيف، وسيأتي الحديث بكماله.
رواه الترمذيّ (٣١٤٨، ٣٦١٥) عن ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكر الحديث بطوله.
قال الترمذيّ: "حديث حسن، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن أبي نضرة، عن ابن عباس، الحديث بطوله".
قلت: بل هو ضعيف، فإنّ علي بن زيد بن جدعان ضعيف.
وأما حديث ابن عباس فهو ما رواه أحمد (٢٥٤٦) عن عفّان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي ابن زيد، عن أبي نضرة، قال: خطبنا ابن عباس على منبر البصرة، فقال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (فذكر الحديث) بطوله نحو حديث أبي هريرة في المحشر.
وفي الباب أيضًا عن جابر بن عبد اللَّه، أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أنا قائد المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النّبيين ولا فخر، وأنا أوّل شافع، وأوّل مشفّع ولا فخر".
رواه الدّارميّ (٥٠)، والطّبراني في الأوسط (١٧٢)، والبيهقي في الاعتقاد (ص ١٩٢)، وفي دلائله (٥/ ٤٨٠) كلّهم من طرق عن بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن صالح بن عطاء بن خباب مولى بني الدئل، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر، فذكره.
قال الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٢٥٤): "رواه الطبرانيّ في الأوسط، وفيه صالح بن عطاء بن خباب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
قلت: كذا قال، مع أنه مترجم في الثقات (٦/ ٤٥٥) وهو عمدته في توثيق الرجال، فلعل النّسخة التي عنده سقط منها ترجمته، ثم لم أقف على توثيقه من غير ابن حبان، ولم يذكر من روى عنه سوى جعفر بن ربيعة فهو في عداد المجهولين.
وفيه أيضًا عن عبد اللَّه بن سلام قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأوّل من تنشق عنه الأرض، وأوّل شافع ومشفّع، بيدي لواءُ الحمد تحتي آدم فمن دونه".
رواه ابن حبان في "صحيحه" (٦٤٧٨) عن أحمد بن علي بن المثنى (وهو أبو يعلى والحديث