في مسنده (٧٤٩٣) قال: حدّثنا عمرو بن محمد النّاقد، قال: حدّثنا عمرو بن عثمان الكلابيّ، قال: حدّثنا موسى بن أعين، عن معمر بن راشد، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي يعقوب، عن بشر بن شفاف، عن عبد اللَّه بن سلام، فذكره.
ورواه ابن أبي عاصم في السنة (٧٩٣) من وجه آخر عن عمرو بن عثمان بإسناده مختصرًا.
إسناده ضعيف من أجل عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي، قال أبو حاتم: يتكلمون فيه، كان شيخًا أعمى بالرقة، يحدّث الناسَ من حفظه بأحاديث منكرة، وقال النسائي والأزديّ: متروك الحديث.
ومع هذا ذكره ابنُ حبان في "الثقات"(٨/ ٤٧٣) وقال: ربما أخطأ، وأخرج عنه في صحيحه، وفيه دليل على تساهله، وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع"(٨/ ٢٥٤) فقال بعد أن عزاه لأبي يعلى: "وفيه عمرو بن عثمان الكلابيّ، ووثّقه ابنُ حبان على ضعفه، وبقية رجاله ثقات".
وفي الباب أيضًا عن أبي الدّرداء مرفوعًا:"أنا أوّل من يؤذن له بالسّجود يوم القيامة، وأنا أوّل من يؤذن له أنّ يرفع رأسه". فذكر الحديث بطوله.
رواه الإمام أحمد (٢١٧٣٧) عن حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا يزيد بن حبيب، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي الدّرداء، فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام معروف، وعبد الرحمن بن جبير لم يسمع من أبي الدّرادء، ثم رُوي هذا الحديث بأسانيد أخرى من طرق عن ابن لهيعة، وفيها اضطراب شديد، والظّاهر أنّه يعود إلى ابن لهيعة، فإنّه تغيّر بعد احتراق كتبه فلم يضبط لا لفظ الحديث ولا الإسناد.
وفي الباب أيضًا عن ابن عباس، قال: جلس ناسٌ من أصحاب النّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ينتظرونه فخرج حتّى إذا دنا منهم، سمعهم يتذاكرون، فتسمَّع حديثهم، فإذا بعضهم يقول: عجبًا إنّ اللَّه اتّخذ من خلقه خليلًا، فإبراهيمُ خليله. وقال آخر: ما بأعجب من {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[سورة النساء: ١٣]. وقال آخر: فعيسى كلمةُ اللَّه ورُوحه. وقال آخر: وآدم اصطفاه اللَّه. فخرج عليهم فسلّم وقال:"قد سمعتُ كلامَكم وعَجَبَكم، إنّ إبراهيمَ خليلُ اللَّه، وهو كذلك، ومُوسى نَجيُّه وهو كذلك، وعيسى روحُه وكلمتُه وهو كذلك، وآدمُ اصطفاه اللَّه تعالى وهو كذلك. ألا وأنا حبيب اللَّه ولا فخر، وأنا حاملُ لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل شافع، وأول مُشفَّع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من يُحرِّك بحِلَقِ الجنّة ولا فخر، فيفتحُ اللَّه فيُدْخِلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأوّلين والآخرين على اللَّه ولا فخر".
رواه الترمذيّ (٣٦١٦)، والدّارميّ (٤٨) كلاهما من حديث عبيد اللَّه بن عبد المجيد، حدّثنا زمعة ابن أبي صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال الترمذيّ:"هذا حديث غريب". أي ضعيف.
قلت: وهو كما قال، فإن زمعة بن أبي صالح وهو الجندي اليماني أبو وهب ضعيف باتفاق من