فقال كعب لأبي هريرة: أنت سمعتَ هذا من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال أبو هريرة: نعم
• اجتمع أبو هريرة وكعب، فجعل أبو هريرة يحدِّث كعبًا عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكعب يحدِّث أبا هريرة عن الكتب. قال أبو هريرة: قال النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لكلّ نبي دعوة مستجابة، وإنّي اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمّتي يوم القيامة".
صحيح: رواه الإمام أحمد (٧٧١٤) عن عبد الرزّاق، حدّثنا معمر، عن الزّهريّ، قال: أخبرني القاسم بن محمد، قال: اجتمع أبو هريرة وكعب، فذكره.
وكعب هو ابن مانع الحميريّ من اليمن، المعروف بكعب الأحبار، كان عالمًا من علماء اليهود، أدرك النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق، وقدم المدينة أيام عمر بن الخطّاب، وكان يحدِّث من أخبار بني إسرائيل، فكثرت الرّوايات الإسرائيلية في قصص القرآن؛ ولذا كان عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه حذّره من كثرة هذه الروايات وقال له:"لتتركنّ الأحاديث أو لألحقنّك بأرض القردة". رواه أبو زرعة الدّمشقيّ في "تاريخه"(١/ ٥٤٤). فخرج إلى الشّام، ومات في خلافة عثمان، وقد جاوز المائة رحمه اللَّه تعالى.
• عن أنس، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"كلُّ نبيٍّ سأل سؤالًا أو قال: لكلّ نبي دعوة قد دعا بها فاستُجيب، فجعلتُ دعوتي شفاعة لأمّتي يوم القيامة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الدعوات (٦٣٠٥)، ومسلم في الإيمان (٢٠٠: ٣٤٤) كلاهما من حديث المعتمر، عن أبيه، عن أنس، واللّفظ للبخاريّ.
وأما مسلم فأحال على حديث قتادة عن أنس إلّا وليس فيه "فاستجيب". والباقي سواء.
• عن جابر بن عبد اللَّه، يقول عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لكلّ نبي دعوة، قد دعا بها في أمّته، وخبأتُ دعوتي شفاعة لأمّتي يوم القيامة".
• صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٠١) عن محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه، فذكر الحديث.
• عن أُبي بن كعب، قال: كنتُ في المسجد، فدخل رجلٌ يُصلِّي. فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه. فلمّا قضينا الصّلاة دخلنا جميعًا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. فقلت: إنّ هذا قرأ قراءةً أنكرتُها عليه ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقرأ، فحَسَّنَ النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- شأنّهما فَسُقِطَ في نفسي من التَّكذيب ولا إذْ كُنتُ في الجاهليّة. فلمّا رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما قد غشيني ضرب في صدري ففِضْتُ عَرَقًا، وكأنّما أنظرُ إلى اللَّه عزّ وجلّ فَرَقًا فقال لي: "يا أُبَيُّ، أُرْسِلَ إِلَيَّ: أن اقْرإ القرآن على حرف. فرددتُ إليه أَنْ هَوِّنْ على