أمَّتي. فرَدَّ إليَّ الثانية: اقْرَأْهُ على حرفين. فرددتُ إليه: أَنْ هَوِّنْ على أُمَّتِي. فردَّ إليَّ الثالثةَ: اقرَأْهُ على سبعة أحرف، فلك بكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مسألةٌ تَسْأَلُنِيهَا. فقلت: اللَّهم اغفرْ لأمّتي. اللَّهم اغفر لأُمَّتي. وأَخَّرْتُ الثّالثة ليوم يرغبُ إليَّ الخلقُ كلُّهم حتى إبراهيمُ -صلى اللَّه عليه وسلم-".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٨٢٠) عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير، حدّثنا أبي، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللَّه بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن جدّه، عن أبي ابن كعب، فذكر الحديث.
وقوله: "وأخّرتُ الثّالثة"، وهي الشّفاعة كما جاء التصريح في الرّوايات الأخرى بقوله: "واختبأتُ الثّالثة شفاعةً لأمّتي يوم القيامة".
• عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال: انطلقنا فأتينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأنخنا بالباب، وما في النّاس أبغض إلينا من رجل يلج عليه، فما خرجنا حتى ما في الناس أحد أحبّ إلينا من رجل يدخل عليه، قال: فقال قائل منا: يا رسول اللَّه ألا سألت ربّك مُلكًا كملك سليمان؟ فضحك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم قال: لعلّ لصاحبكم عند اللَّه أفضل من ملك سليمان، إنّ اللَّه لم يبعث نبيًّا إلّا أعطاه دعوة، فمنهم من اتخذها دنيا فأعطيها، ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها، وإنّ اللَّه أعطاني دعوة، فخبيتها عند ربّي شفاعة لأمّتي يوم القيامة".
صحيح: رواه البزّار -كشف الأستار (٢٤٥٩) - وابن أبي عاصم في السنة (٨٢٤) كلاهما من طريق زهير، ثنا أبو خالد الدّالاني، ثنا عون بن أبي جحيفة السوائيّ، عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفيّ، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل، قال: فذكره.
ورجاله ثقات غير أبي خالد يزيد الدّالانيّ فمختلف فيه، فمشّاه ابنُ معين، وأبو حاتم، والنّسائيّ، وتكلّم فيه ابنُ حبان فقال:"كان كثير الخطأ فاحش الوهم، خالف الثقات في الرّوايات".
قلت: إنّه لم يخالف الثقات في رواية هذا الحديث لمتابعة عبد الجبّار بن العباس الشّيانيّ، عن عون بن أبي جحيفة. ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٥٢٥)، والحاكم (١/ ٦٧ - ٦٨) وقال: "وقد احتجّ مسلم بعلي بن هاشم، وعبد الرحمن بن أبي عقيل الثّقفيّ صحابيّ، قد احتجّ به أئمّتنا في مسانيدهم، فأمّا عبد الجبّار بن العباس فإنه ممن يجمع حديثه وبُعد مسانيده في الكوفيين". ولكن قال الذهبي:"قوّاه بعضهم، وكذّبه أبو نعيم الملائيّ، وليس الحديث بثابت".
قلت: عبد الجبّار بن العبّاس الشِّباميّ -بكسر المعجمة، ثم موحدة خفيفة - وشِبام جبل باليمن- مختلف فيه، فكذّبه أبو نعيم كما مضى، وقال العقيليّ: لا يتابع على حديثه يفرط في التّشيّع،