فهداكم الله بي؟ وعالة، فأغناكم الله بي؟ ومتفرقين، فجمعكم الله بي؟ " ويقولون: الله ورسوله أمن. فقال: "ألا تجيبوني؟ " فقالوا: الله ورسوله أمن. فقال: "أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا. وكان من الأمر كذا وكذا" لأشياء عددها. زعم عمرو أن لا يحفظها. فقال: "ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والإبل، وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟ الأنصار شعار والناس دثار، ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا، لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتَّى تلقوني على الحوض".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٠)، ومسلم في الزّكاة (١٠٦١) كلاهما من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، فذكره. واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.
• عن أنس بن مالك: أن أناسا من الأنصار قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالا من قريش المئة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي قريشا ويدعنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم! قال أنس: فحدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحدًا غيرهم، فلمّا اجتمعوا جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما كان حديث بلغني عنكم؟ " قال له فقهاؤهم: أما ذوو آرائنا يا رسول الله، فلم يقولوا شيئًا، وأمّا أناس منا حديثة أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي قريشا، ويترك الأنصار، وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أعطي رجالا حديث عهدهم بكفر، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فوالله! ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به" قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا فقال لهم: "إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتَّى تلقوا الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على الحوض". قال أنس: "فلم نصبر".
متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٤٧)، ومسلم في الزّكاة (١٠٥٩ - ١٣٢) كلاهما من طريق الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك، فذكره.
واللّفظ للبخاري، وساق مسلم نحوه، وزاد في آخره بعد قوله: تلقوا الله ورسوله على الحوض -: "قالوا سنصبر".
• عن أنس يقول: قالت الأنصار يوم فتح مكة، وأعطى قريشا: والله! إن هذا لهو