فقد رواه الطبراني في الدعاء (١٩١١) من طريق يحيى بن بكير، عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
وابن لهيعة فيه مقال.
ورواه الطبراني في الدعاء (١٩١١)، والحاكم (١/ ٥٢١) كلاهما من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن خالد، عن نافع، عن ابن عمر فذكر نحوه.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري.
قلت: إسناده حسن من أجل عبد الله بن صالح وهو كاتب الليث متكلم فيه إلا أنه توبع، ومن أجل خالد بن أبي عمران وهو التجيبي فإنه حسن الحديث أيضا.
وبمعناه ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك".
رواه الترمذي (٣٤٣٣)، وأحمد (١٠٤١٥)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٢٣٩٧)، وابن السني (٤٤٨)، وابن حبان (٥٩٤)، والحاكم (١/ ٥٣٦) كلهم من طريق ابن جريج، أخبرني موسى بن عقبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه".
وقال الحاكم: "هذا الإسناد صحيح على شرط مسلم إلا أن البخاري قد أعله بحديث وهيب ... ".
كذا قال! وقد قال في معرفة علوم الحديث (ص ١١٣ - ١١٤): "هذا الحديث من تأمله لم يشك أنه من شرط الصحيح، وله علة فاحشة ... ".
وهي ما حدثني أبو نصر أحمد بن محمد الوراق، قال: سمعت أبا أحمد بن حمدون القصار، يقول: سمعت مسلم بن الحجاج - وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبّل بين عينيه وقال: دَعْني حتى أقبّل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله -، حدّثك محمد بن سلام قال: ثنا مخلد بن يزيد الحراني، قال: أخبرنا ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في كفارة المجلس فما علته؟ قال محمد بن إسماعيل: هذا حديث مليح، ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث إلا أنه معلول، حدثنا به موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا سهيل، عن عون بن عبد الله قوله".
قال محمد بن إسماعيل: "هذا أولى، فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماعا من سهيل" انتهى.
قلت: قد أعله أيضا أئمة النقد بما رواه وهيب بن خالد عن سهيل بن أبي صالح، عن عون بن