فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وعدم الذكر لا يسلتزم السكوت، نعم أقر النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر على رأيه كما في أحاديث أخرى، فلعله عبر عن الإقرار بالسكوت والله أعلم.
ولعل أبا هريرة وجابرا وأبا موسى كلهم سمعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس واحد، ثم خرجوا ليبشروا الناس، فلقيهم عمر واحدا بعد واحد فردهم، ثم جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبره أن سبب الرد هو الخوف من اتكال الناس فأقره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأما أن القصة تكررت مع كل واحد في أوقات مختلفة ففيه بعد.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر".
حسن: رواه الترمذي (٣٥٩٠)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٣٣) كلاهما عن الحسين بن علي بن يزيد الصدائي البغدادي، حدثنا الوليد بن القاسم بن الوليد الهمدانى، عن يزيد بن كيسان (هو اليشكري)، عن أبي حازم (وهو سليمان الأشجعي)، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحسين بن علي الصدائي والوليد بن القاسم ويزيد بن كيسان فإنهم حسان الحديث.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
تنبيه: سقط من مطبوعة عمل اليوم والليلة ذكر أبي حازم وهو مثبت في السنن الكبرى (١٠٦٠١).
وأما ما رُوي عن تميم الداري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له كفؤا أحد عشر مرات كتب الله له أربعين ألف ألف حسنة". فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (٣٤٧٣)، وأحمد (١٦٩٥٢) كلاهما من طريق الليث بن سعد، عن الخليل بن مرة، عن الأزهر بن عبد الله، عن تميم الداري فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث. قال محمد بن إسماعيل هو منكر الحديث" أهـ.
قلت: وفيه الأزهر بن عبد الله لم يسمع من تميم الداري كما قال المزي.
وكذلك لا يصح ما روي عن أم هانئ قالت: أتيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، دلني على عمل، فإني قد كبرت وضعفت وبدنت، فقال: "كبري الله مئة مرة، واحمدي الله مئة مرة، وسبحي الله مئة مرة، خير من مئة فرس ملجم مسرج في سبيل الله، وخير من مئة بدنة، وخير من مئة رقبة".
رواه ابن ماجه (٣٨١٠)، والحاكم (١/ ٥١٣ - ٥١٤) كلاهما من طريق زكريا بن منظور قال: