حدثني محمد بن عقبة بن أبي مالك، عن أم هانئ فذكرته.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، وزكريا بن منظور لم يخرجاه".
فتعقبه الذهبي بقوله: "زكريا ضعيف".
قلت: هو كما قال. وفيه أيضا شيخه محمد بن عقبة بن أبي مالك لم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته، وقال ابن حجر في التقريب: "مستور".
ورواه أحمد (٢٦٩١١)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٤٤) كلاهما من طريق موسى بن خلف قال: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أم هانئ بنت أبي طالب فذكرته نحوه.
وأبو صالح هو باذام مولى أم هانئ ضعيف.
وللحديث طرق أخرى كلها معلولة وقد نص البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢٥٤ - ٢٥٥) بعد ما ذكر بعض طرقه: "ولا يصح هذا عن أم هانئ". أهـ
وأما ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر به وهو يغرس غرسا فقال: "يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟ " قلت: غراسا لي، قال: "ألا أدلك على غراس خير لك من هذا؟ " قال: بلى يا رسول الله. قال: "قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة".
رواه ابن ماجه (٣٨٠٧)، والحاكم (١/ ٥١٢) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي هريرة فذكره.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
كذا قال! وفي إسناده أبو سنان وهو عيسى بن سنان القسملي ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والفسوي والنسائي وغيرهم.
وأما ما روي عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم لأصحابه قولوا: "سبحان الله وبحمده مائة مرة. من قالها مرة كتبت له عشرا، ومن قالها عشرا كتبت له مائة، ومن قالها مائة كتبت له ألفا، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له".
رواه الترمذي (٣٤٧٠) - واللفظ له -، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٦٠) كلاهما من طرق عن مطر الوراق، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: اختلف في إسناده اختلافا كثيرا ساقه الدارقطني في العلل (٢٩٩٢)، والصحيح عن ابن عمر موقوف كما قال أبو حاتم الرازي. العلل (٢٠٤٥).
وفي الباب عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثهم: "أن عبدا من عباد الله قال: يا رب! لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف