القراطيس. فخرجنا قلنا: ويحكم! أترون الشيخ يكذبُ على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فرجعنا، فلا واللَّه ما خرج منا غير رجل واحد. أو كما قال أبو نعيم.
صحيح: أخرجه مسلم في الإيمان (١٩١: ٣٢٠) عن الحجاج بن الشاعر، حدّثنا الفضل بن دكين، حدّثنا أبو عاصم (يعني محمد بن أبي أيوب) قال: حدثني يزيد الفقير، فذكره.
"الفقير" بالفاء ثم القاف على وزن عظيم، وهو لقب له؛ لأنّه كان يشكو فقار ظهره، لا أنّه ضد الغني.
• عن عمران بن حصين، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يخرج قوم من النّار بشفاعة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيدخلون الجنّة يُسَمَّون الجهنميين".
صحيح: رواه البخاريّ في الرّقاق (٦٥٦٦) عن مسدّد، حدّثنا يحيى، عن الحسن بن ذكوان، حدّثنا أبو رجاء، حدّثنا عمران بن حصين، فذكره.
ورُوي مثل هذا عن ابن عباس.
قال ابن خزيمة في التوحيد (٥٤٤) سمعت بندار -وهو محمد بن بشار- في الرّحلة الثانية، وقيل له: حدَّثكم يحيى بن سعيد، قال: حدّثنا الحسن بن ذكوان، عن أبي رجاء العُطارديّ، عن ابن عباس، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بمثله؟ فقال بندار: نعم.
قال ابن خزيمة: "لستُ أُنكر أن يكون الخبران صحيحين؛ لأنّ أبا رجاء قد جمع بين ابن عباس وعمران بن حصين في غير هذا الحديث أيضًا".
• عن أنس عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي".
صحيح: رواه أبو داود (٤٧٣٩)، والترمذيّ (٢٤٣٥)، وأحمد (١٣٢٢٢)، وابن خزيمة في التوحيد (٥٢٧)، وابن حبان (٦٤٦٨)، والحاكم (١/ ٦٩) كلّهم من طرق عن أنس بن مالك، فذكره.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح غريب".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشّيخين".
وقوله: "شفاعتي لأهل الكبائر" فإنّما أراد الشّفاعة بعد الشّفاعة الكبرى التي عمّت جميع المسلمين وهي شفاعة لمن قد أُدخل النّار من المؤمنين بذنوبهم وخطاياهم قد ارتكبوها، ولم يغفرها اللَّه لهم في الدّنيا، فيخرجون من النّار بشفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم-". ذكره ابن خزيمة (٢/ ٥٧٧).
• عن جابر، قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمّتي".
صحيح: رواه ابن ماجه (٤٣١٠) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدّمشقيّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: حدّثنا زهير بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكره.
وهذا إسناد صحيح، والوليد بن مسلم وإن كان مدلِّسًا إلا أنّه صرَّح بالتحديث، كما أنّه توبع