فقد أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (٥٣١)، وابن حبان (٦٤٦٧)، والحاكم (١/ ٦٩) كلّهم من طريق عمرو بن أبي سلمة، ثنا زهير بن محمد به مثله.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
وقال: وقد تابعه محمد بن ثابت البناني عن جعفر.
قلت: محمد بن ثابت البنانيّ تكلّم فيه غير واحد من أهل العلم، ومن طريقه رواه الترمذيّ (٢٤٣٦)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (٥٣٠)، والحاكم (١/ ٦٩)، والآجريّ في الشّريعة (٧٧٨) كلّهم من طريق أبي داود الطّيالسيّ عنه، عن جعفر بن محمد بإسناده، مثله.
وقال محمد بن علي وهو أبو جعفر: قال لي جابر: "يا محمد، من لم يكن من أهل الكبائر فما له، وللشّفاعة؟ ! ".
قال الترمذيّ: "حديث غريب من هذا الوجه".
قلت: وهو كما قال، فإنّه غريب من الوجه الذي أخرجه، وفيه زيادة منكرة ولم يتابع عليها؛ ولذا أدخله ابنُ حبان في المجروحين في ترجمة محمد بن ثابت البناني (٩٢٥) وإن لم يذكر تلك الزّيادة.
وأمّا الوجه الأول الذي أخرج من طريقه ابن خزيمة وابن حبان فهو صحيح.
• عن كعب بن عجرة، قال: قلت: يا رسول اللَّه، الشّفاعة؟ قال: "الشّفاعة لأهل الكبائر من أمّتي".
حسن: رواه الآجريّ في الشّريعة (٧٨٠)، والخطيب في تاريخ بغداد (٣/ ٤٠) (في ترجمة محمد بن عمر بن عبد العزيز الهمدانيّ) كلاهما عن طريق محمد بن بكّار، حدّثنا عنبسة بن عبد الواحد، عن واصل، عن أُمَيّ أبي عبد الرحمن، عن الشّعبيّ، عن كعب بن عجرة، فذكره.
قال الخطيب عقب رواية الحديث: "قال علي بن عمر -يعني الدارقطنيّ-: هذا حديث غريب من حديث الشّعبيّ، عن كعب بن عجرة، تفرّد به أُمَيّ بن ربيعة الصيرفيّ عنه، وتفرّد به واصل بن حيّان، عن أُمَيّ، ولا يعلم حدَّث به عنه غير عنبسة بن عبد الواحد".
قلت: رجال إسناده ثقات لا يضرّ، تفرّد بعضهم عن بعض، أما واصل فيرى الدّارقطني أنه ابن حيان الأحدب وهو ثقة ثبت من رجال الجماعة، وقيل: هو مولى أبي عيينة وهو ثقة حجّة أيضًا.
وأمّا أُمَيّ فهو ابن ربيعة الصّيرفيّ أبو عبد الرحمن وهو ثقة أيضًا.
• عن عوف بن مالك الأشجعي قال: عَرَّس رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذاتَ ليلةٍ، فافترش كلُّ رجل منّا ذراعَ راحلته، قال: فانتهيتُ إلى بعض الليل فإذا ناقهُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليس قُدَّامها أحدٌ، قال: فانطلقتُ أطلب رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فإذا معاذُ بن جبل وعبد اللَّه ابن قيس قائمان، قلت: أين رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قالا: ما ندري غير أنّا سمعنا صوتًا