للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأعلى الوادي، فإذا مثل هزيز الرَّحل. قال: "امْكُثُوا يسيرًا". ثم جاءنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "إنّه أتاني اللّيلة آتٍ من ربِّي فخيَّرني بين أن يَدخُلَ نصفُ أمَّتي الجنَّةَ وبين الشَّفاعةِ فاخترتُ الشَّفاعةَ". فقلنا: ننشُدُك اللَّهَ والصُّحبةَ لَمَا جعلْتَنَا من أهل شفاعتك. قال: "فإنّكم من أهل شفاعتي". قال: فأقبلْنا مَعانيقَ إلى النّاس، فإذا هم قد فَزعُوا وفَقَدُوا نَبِيَّهم، وقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّه أتاني اللّيلة آتٍ من ربِّي فخيَّرني بين أن يَدخُلَ نصفُ أمَّتي الجنَّةَ وبين الشَّفاعةِ فاخترتُ الشَّفاعةَ". قالوا: يا رسول اللَّه نَنشُدُك اللَّهَ والصُّحْبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك. قال: فلمّا أضَبُّوا عليه، قال: "فأنا أشهدُكم أنَّ شفاعتي لمن لا يشرك باللَّه شيئًا".

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٤٠٠٢)، وابن خزيمة (٥١٦، ٥١٧)، وابن حبان (٢١١، ٦٤٦٣)، والآجري في الشريعة (٧٩٣)، والحاكم (١/ ٦٧) كلّهم من طريق قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك الأشجعيّ، فذكره. ولفظهم سواء.

وأخرجه الترمذيّ (٢٤٤١) من هذا الوجه مختصرًا.

ورواه ابن ماجه (٤٣١٧) من وجه آخر مختصرًا أيضًا، وفيه: "هي لكل مسلم". وله طرق أخرى، انظر كتاب التوحيد لابن خزيمة.

• عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في سفرٍ فنزلنا ليلة، فقمتُ أطلبُ النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم أجدْه، ووجدتُ معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعريّ فقالا: ما حاجتك؟ فقلت: أين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقالا: لا ندري فبينا نحن على ذلك، إذْ سمعنا في أعلى الوادي هديرًا كهدير الرَّحا، فلم نلبث أن جاء النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. فقلنا: يا رسول اللَّه فقدناك اللّيلة؟ فقال: "إنه أتاني آتٍ من ربّي فخيّرني بين أن تكون أمتي شطر أهل الجنّة وبين الشّفاعة، فاخترتُ الشّفاعة". فقلنا: يا نبي اللَّه ادعُ اللَّه أن يجعلنا من أهل الشّفاعة. فقال: "اللهمّ اجعلهم من أهلها". ثم أتينا القوم فأخبرناهم، فقالوا: يا رسول اللَّه، ادعُ اللَّه أن يجعلنا من أهل شفاعِتك. فقال: "اللهمّ اجعلهم من أهلها". ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أشهدكم أنّ شفاعتي لكلِّ من مات لا يشرك باللَّه شيئا".

صحيح: رواه عبد الرزاق (٢٠٨٦٥)، وابنُ أبي عاصم (٨١٩)، وابن خزيمة (٥٢٢) كلّهم من طريق أبي قلابة، عن عوف بن مالك، قال (فذكره)، واللّفظ لعبد الرزاق، ولفظهما قريب منه.

وإسناده صحيح، ورجاله ثقات غير أنّ أبا قلابة رُمي بالتدليس إلّا أنّ ابن خزيمة رواه من

<<  <  ج: ص:  >  >>