والترمذي (٢٠٥٧) من طريق سفيان (هو ابن عيينة) - كلاهما من طريق حصين (هو ابن عبد الرحمن السلمي)، عن الشعبي، عن عمران بن حصين فذكره مرفوعا. وإسناده صحيح.
ورواه البخاري في الطب (٥٧٠٥) من طريق ابن فضيل، عن حصين به موقوفا، والحكم لمن رفع.
وقوله: "لا رقية إلا في عين أو حمة" لم يرد نفي جواز الرقية في غيرهما، بل معنى الحديث: لا رقية أولى وأنفع من رقيتهما كما يقال: لا فتى إلا علي.
• عن بريدة بن الحصيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا رقية إلا من عين أو حمة".
صحيح: رواه ابن ماجه (٣٥١٣) عن محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، عن أبي جعفر الرازي، عن حصين، عن الشعبي، عن بريدة فذكره مرفوعا.
وأبو جعفر الرازي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وقد تابعه شعبة عن حصين كما ذكر الترمذي عقب الحديث (٢٠٥٧) وأبو حاتم كما في العلل لابنه (٢٥٦٦).
ورواه مسلم في الايمان (٢٢٠: ٣٧٤) من طريق هشيم أخبرنا حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير، فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ قلت: أنا ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة، ولكني لدغت، قال: فماذا صنعت؟ قلت: استرقيت قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي فقال: وما حدثكم الشعبي؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حمة.
وظاهره الوقف، والحكم لمن رفع.
وتقدم في الحديث السابق أن الشعبي رواه عن عمران بن حصين وكلاهما محفوظان، وإليه ذهب ابن حجر في الفتح (١٠/ ١٥٦).
ورُوي أيضا من حديث الشعبي، عن أنس فقد رواه أبو داود (٣٨٨٩) من طريق شريك، عن العباس بن ذريح، عن الشعبي، عن أنس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم لا يرقأ".
وشريك سيء الحفظ ووهم في جعله من مسند أنس، وفي زيادة: "أو دم لا يرقأ" وهذه الزيادة لم ترد في الأحاديث الأخرى.
وقد ثبت عن أنس بإسناد آخر ولفظ آخر، وهو الحديث الآتي:
• عن أنس قال: رخّص رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الرقية من العين، والحمة، والنملة.
صحيح: رواه مسلم في السلام (٢١٩٦: ٩٨) من طرق، عن عاصم الأحول، عن يوسف بن عبد الله، عن أنس فذكره.
والنملة: هي قروح تخرج في الجنب.
• عن قيس بن طلق، عن أبيه قال: لدغتني عقرب عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فرقاني، ومسحها.