للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقع الخلاف بين رواية سفيان بن عيينة وبين رواية عيسى بن يونس، ففي رواية سفيان: "فأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخرج" وفي رواية عيسى بن يونس قلت: يا رسول الله! أفلا استخرجته؟

وفي رواية سفيان: فهلا نشرت؟ وليس في رواية عيسى بن يونس ذكر النشرة.

وليس في رواية سفيان ذكر الدفن في البئر، وفي رواية عيسى بن يونس فأمر بها فدُفنت.

أقول وبالله التوفيق قوله: في رواية سفيان: فأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخرج هذا أصح من رواية يونس لأن إخراج السحر هو الأصل لإزالته، وكذا في رواية ابن جريج عن هشام أيضا.

وقوله في رواية عيسى بن يونس: أفلا استخرجته لعله كان في أول الأمر.

ثم في رواية سفيان كان السؤال عن النشرة فأجاب بلا، ولم يكن في رواية عيسى بن يونس السؤال عن النشرة.

وفي رواية عيسى بن يونس ذكر الدفن في البئر، وعدم الذكر في رواية سفيان لا يستلزم عدم الدفن.

• عن عائشة، قالت: سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثم قال: "أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه" قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان".

قال: فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخل، ثم رجع إلى عائشة فقال: "والله! لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين" قلت: يا رسول الله! أفأخرجته؟ قال: "لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا" وأمر بها فدفنت.

متفق عليه: رواه البخاري في الطب (٥٧٦٦) عن عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

ورواه مسلم في السلام (٢١٨٩) عن أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: سُحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وساق أبو كريب الحديث بقصتيه نحو حديث ابن نمير وقال فيه: فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل وقالت: قلت: يا رسول الله! فأخرجه ولم يقل: أفلا أحرقتَه، ولم يذكر: فأمرت بها فدُفنت.

وقوله: "لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق"، والصواب كما في رواية سفيان وغيره: لبيد

<<  <  ج: ص:  >  >>