ابن الأعصم رجل من بني زريق، حليف ليهود؛ لأن بني زريق بطن مشهور من الخزرج فقيل: اليهودي من أجل الحلف لا أنه كان على دين اليهود.
• عن عائشة قالت: سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهودي من يهود بني زريق يقال له: لبيد ابن الأعصم قالت: حتى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم دعا ثم دعا ثم قال:"يا عائشة! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب. قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة. قال: وجُبُّ طلعةٍ ذكرٍ. قال فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان".
قالت: فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. في أناس من أصحابه ثم قال:"يا عائشة! والله! لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين". قالت: فقلت: يا رسول الله! أفلا أحرقته؟ قال:"لا أما أنا فقد عافاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شرا" فأمرت بها فدفنت.
صحيح: رواه مسلم في السلام (٢١٨٩: ٤٣) عن أبي كريب، حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وقوله:"بئر ذي أروان" وفي رواية: "ذروان" وهي بئر في بستان بني زريق بالمدينة.
وقوله:"مطبوب" أي المسحور يقال: طُبّ الرجل إذا سُحر.
وقوله:"وجبّ" وفي رواية: "جفّ" ومعناهما وعاء طلع النخل والغشاء الذي يكون عليه، ويطلق على الذكر والأنثى، ولذا قيّده في الحديث: طلعة ذكر.
وقوله:"نقاعة الحناء" النقاعة: الماء الذي ينقع فيه الحناء.
• عن زيد بن أرقم قال: سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن رجلا من اليهود سحرك، عقد لك عقدا في بئر كذا وكذا، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستخرجوها فجيء بها، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنما نشط من عقال فما ذكر ذلك لذلك اليهودي، ولا رآه في وجهه قط.
صحيح: رواه النسائي (٤٠٨٠)، وأحمد (١٩٢٦٧) كلاهما من حديث أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم فذكره.